مراوغات حمساوية تزامناً زيارة الوفد المصري إلى غزة

وكالات

هل ستنجح زيارة الوفد الأمني لغزة في التصدي لمراوغات حماس؟ كيف ترى القطاعات السياسية ردود الفعل الناجمة عن الزيارة التي قام بها الوفد أخيراً؟ أسئلة تتصاعد حساسيتها الاستراتيجية، لا سيما أن هذه الزيارة تأتي بعد مرور ما يقرب من ثلاثة أشهر كاملة على آخر زيارة مماثلة.

تعتبر هذه الزيارة هي الأولى لوفد أمني مصري، منذ العاشر من شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، الأمر الذي دفع العديد من القطاعات الإعلامية والدوائر إلى الاهتمام بهذه الزيارة .

تقارير صحفية عربية واكبت الزيارة، وتؤكد أن القائمين عليها بحثوا مع كبار قادة حركة حماس، ملفات دقيقة أبرزها؛ ملف التهدئة والمصالحة، إلى جانب فحص ملف الأسرى من جديد، وجميعها ملفات معقدة، الأمر الذي يعكس أهميتها سواء للقاهرة أو جهاز المخابرات العامة.

أشارت صحيفة "واشنطن بوست" إلى إمكانية تقديم حماس لما سمّته "بتنازلات" في موضوع تبادل الأسرى، مضيفة: إنّ قائد حماس في غزة يحيى السنوار مستعد للتحلي بالمرونة، بشأن الشروط التي وضعها منذ سنوات، من أجل تحقيق صفقة تبادل الأسرى مع جثث الجنود التي بحوزتهم، مؤكدة أنّه ربما يرجع التغيير في السياسة إلى الخوف من انتشار كورونا في غزة، والرغبة في المساعدة الإسرائيلية، وأنّ هذه هي أفضل فرصة لسنوات لدفع هذه القضية قدماً.

وأشار التلفزيون الألماني إلى صعوبة الجزم بحصول أي تطور في ملف المصالحة، خصوصاً مع وجود تباين سياسي واضح في التوجهات السياسية لفتح وحماس، كما يشير تقريره إلى أن مصر تدرك جيداً التباعد والتباين السياسي بين أجنحة الحركة بصورة تؤثر سلباً على تقدم المصالحة، وهو ما عبر عنه أحد المصادر التابعة لحركة حماس. ولفت التقرير إلى أن الهدف من الزيارة "محاولة تحريك المياه الراكدة على الساحة، لا سيما موقف السنوار. وألمح التقرير إلى اعتراض السنوار على الكثير من توجهات المصالحة التي يتخذها ويسير في طريقها نائب رئيس الحركة صالح العاروري، الذي قاد أخيراً محاولات سياسية لدعم المصالحة، إلا أن الواقع السياسي أدى لاصطدام المسؤولين في النهاية.

واللافت للنظر إلى أن العاروري أو الداعمين لموقفه وجّهوا انتقادات إلى فريق السنوار، مؤكدين أن الأخير يتوجس من أن يؤدي نجاح المصالحة إلى إضعافهم سياسياً، مما دفعهم إلى اتخاذ هذا الموقف، وضرب محاولات المصالحة بعرض الحائط.

لكن المثير للانتباه، أن بعض من الصحف اللبنانية كشفت أنّ زيارة الوفد الأمني المصري تركزت على محورين هما الملفات الداخلية الفلسطينية، والتهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي والملفات المُتعلقة بالأسرى.

أما على صعيد الملفات الفلسطينية الداخلية، فقد بحث الوفد ما يتعلّق منها بالعلاقات بين مصر وحركة حماس، حيث أبلغ وفد الحركة فريق المخابرات المصرية ووفد فتح بأنّ قيادة الحركة قرّرت أنْ يتم إجراء الانتخابات، التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني بنفس الوقت ما يُعتبر نقيضاً لما جرى التوافق عليه، بين "فتح" و"حماس" في لقاء جرى في إسطنبول 24 سبتمبر (أيلول) الماضي الذي قضى بأنْ يتم إجراء الانتخابات بالتتالي: التشريعية ثم الرئاسية، فالمجلس الوطني.

وهذا التغيير أزعج الجانب المصري، حيث أبلغ رئيس جهاز المُخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل، الوفدين قائلاً: "هل يُراد القول بأنّ الحوار نجح في إسطنبول وفشل في القاهرة، هذا الأمر لا نرضى به".

وفي هذا الإطار، عُلِمَ بأنّ وفدين من "فتح" و"حماس" سيزوران القاهرة مُجدّداً لعقد لقاءات، بهدف تذليل العقبات التي طرأت بينهما، على الساحة أخيراً بينهما.