مؤتمر روما يطلق دعوة عالمية للتضامن مع المقاومة الإيرانية ويطالب بإسقاط الملالي

مؤتمر روما يطلق دعوة عالمية للتضامن مع المقاومة الإيرانية ويطالب بإسقاط الملالي

موسى أفشار

شهدت العاصمة الإيطالية  روما الدورة الثالثة لمؤتمر إيران الحرة العالمي 2025، في تجمع تاريخي جمع قادة سياسيين، برلمانيين، ونشطاء حقوق الإنسان من أوروبا وأمريكا إلى جانب الإيرانيين في المنفى، بدعوة موحدة لإسقاط النظام الإيراني وإقامة جمهورية ديمقراطية.

مؤتمر روما يطلق دعوة عالمية للتضامن مع المقاومة الإيرانية ويطالب بإسقاط الملالي

الخلیج بوست

شهدت العاصمة الإيطالية  روما الدورة الثالثة لمؤتمر إيران الحرة العالمي 2025، في تجمع تاريخي جمع قادة سياسيين، برلمانيين، ونشطاء حقوق الإنسان من أوروبا وأمريكا إلى جانب الإيرانيين في المنفى، بدعوة موحدة لإسقاط النظام الإيراني وإقامة جمهورية ديمقراطية.

وعقد هذا المؤتمر، بقيادة السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، حمل رسالة أمل وتحدٍ: لا للحرب ولا للمساومة، بل تغيير النظام بقوة الشعب الإيراني والمقاومة المنظمة. في ظل تصاعد القمع في إيران، عكس المؤتمر صوت الملايين الذين يتوقون إلى الحرية، داعيًا المجتمع الدولي إلى دعم نضالهم العادل.

مریم رجوي: صوت المقاومة والأمل

في خطابها الرئيسي، ألقت السيدة مريم رجوي كلمة ملهمة، نقلت فيها بدقة معاناة الشعب الإيراني وعزمه على التغيير:

وقالت رجوي :نعقد هذا الاجتماع في وقتٍ يُعبّر فيه الاستبداد الديني عن عجزه أمام الشعب والمقاومة المنظّمة، من خلال إعدام المجاهدَين البطلَين بهروز إحساني ومهدي حسني اللذين لم يركعا قط، وقالا “لا” للجلاد.

وجددت الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية التحية لهذين المجاهدين الثابتين على الموقف، اللذين بعد ثلاث سنوات من الصمود في وجه التعذيب والضغوط والتهديدات، وفَيا بعهدهما مع الله والشعب بكل فخر واعتزاز.

مجاهدي خلق

واعادت رجوي ترديد ما كتب بهروز إحساني في رسالته الأخيرة“حيث قال :لن نرضخ تحت أي ظرف من الظروف لهذا النظام المجرم وسافك الدماء وقال: “هيهات منّا الذلّة.”

أما مهدي حسني فقال وفقا لرجوي : أعاهد جميع مبادئ وأهداف منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المجيدة، وأُعلن أنّني حتى آخر نَفَس لن أنحني ولو لذرة واحدة أمام هذا النظام الرجعي:

وقالت رجوي :لقد دافع هذان المجاهدان، حتى اللحظة الأخيرة، بشجاعة عن الاسم المحظور المتوهج: “مجاهد الشعب”، وجعلا من اسم ومبادئ “مجاهدي خلق” عنوانًا عالميًا في الذكرى الستين لتأسيس المنظمة.

وليس من دون سبب أنّ خامنئي يخشى الدور المحوري لهذه الحركة في إشعال الانتفاضات والعمل على إسقاط نظامه.

وتابعت :في أيامه الأخيرة من حكم العار، يحاول من خلال هذه الجريمة البشعة أن يُمدّ بعمر نظام ولاية الفقيه أيامًا معدودة، لكنه لم يحصد سوى مزيدٍ من غضب وكراهية الشعب الإيراني، وزاد من عزيمة شباب إيران الشجعان على مواجهة هذا النظام أضعافًا مضاعفة.”

وأضافت رجوي: إنّ بلدنا اليوم على أعتاب تحوّل عظيم.. وهذا التحوّل يصنعه الشعب الإيراني ومقاومته. إنها مقاومةٌ شاملة، دفعت أعلى الأثمان، بمئة ألف شهيد، وتسير وفق خارطة طريق وبرنامج واضح، تبشّر بقيام جمهورية ديمقراطية في إيران:

تقرير البنتاغون: ضربات أمريكا أخّرت البرنامج النووي الإيراني مؤقتًا
تقرير البنتاغون: ضربات أمريكا أخّرت البرنامج النووي الإيراني مؤقتًا

وعادت للقول إيران حرّة، لا نووية، بلا إعدامات، بلا حجابٍ إجباري، بلا دينٍ إجباري، ولا حكمٍ قسري، نعم، إيران حرّة تقوم على فصل الدين عن الدولة، والمساواة بين المرأة والرجل، وبالحكم الذاتي للقوميات، وبالسلام والصداقة مع الجيران، والمصالحة مع العالم المتحضّر.

وتابعت الرئيسة المنتخبة للمقاومة الايرانية :اليوم، تلفّ أزمة السقوط أركان نظام الملالي من كل جانب، وفي الأسابيع والأشهر الأخيرة، سمعتم كثيرًا أن النظام في أضعف حالاته، بل في أكثر أوضاعه هشاشةً منذ بداية حكمه.

وأكدت على طبيعة النظام.. منذ 44 عامًا، ومنذ انطلاق المقاومة والمعركة المصيرية ضد هذا النظام، قلنا إنّه نظامٌ يصنع الأزمات ويعيش عليها:”.فالحروب، وتصدير الإرهاب، والتطرف الديني، كلها كانت ولا تزال شرطًا لبقائه.

وعادت رجوي عقودا للماضي قائلة :مثل حربه التي دامت 8 سنوات مع العراق، وهي حربٌ كان يمكن تجنّبها منذ بدايتها، لا سيما عندما انسحب الجيش العراقي من خرمشهر، وبعدما أعلنت الحكومة العراقية في عام 1982 موافقتها على مبادرة السلام التي قدّمها المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية كأساس للتفاوض، ومنذ عام 1982 حتى 1987، أصدر مجلس الأمن سنويًا قرارًا يدعو إلى إنهاء الحرب، وكان العراق يوافق عليه، لكن خميني كان يرفضه.كان خميني يقدّم نفسه كـ “قائد الثورة الإسلامية في العراق.

وختمت رجوي حديثها بالقول: لقد قلنا في ذلك الوقت إنّ السلام بمعناه الشامل، وخاصة التخلّي عن تصدير ما يُسمى بالثورة الإسلامية إلى دول الجوار، يعني نهاية نظرية ولاية الفقيه العالمية، لا سيما في نظامٍ يعتبر فيه الولي الفقيه، بحسب الدستور، وليّ أمر جميع المسلمين في العالم:

ووخلصت للقول في النهاية في مثل هذا النظام، فإن الحرس الثوري الإسلامي لا يحمل حتى اسم إيران، فهو ليس “حرس الثورة الإسلامية في إيران”، بل تم تأسيسه ليكون قوةً لكل العالم، وخاصة للمسلمين والدول الإسلامية، ولهذا السبب، طالبنا منذ البداية بإدراج الحرس على لوائح الإرهاب، وبحلّه بالكامل، وسنواصل المطالبة بذلك!

مريم رجوي

وقد افتتح المؤتمر السيناتور جوليو تيرزي، رئيس لجنة السياسات الأوروبية في مجلس الشيوخ الإيطالي، بكلمة نارية: «منذ تأسيسه عام 1979، كان النظام الإيراني دولة إرهابية تستخدم الإعدامات كأداة قمع. عام 1988 شهد أبشع المجازر، حيث أُعدم 30,000 سجين سياسي، معظمهم من مجاهدي خلق. هذا النظام ينشر الإرهاب عالميًا ويجب إدراج الحرس الثوري في قوائم الإرهاب فورًا. البديل الوحيد هو المقاومة بقيادة المجلس الوطني، وهو أنتم هنا.»

شارل ميشل، رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي السابق، أشاد بقيادة رجوي: «النساء هن قوة التغيير في إيران. السيدة رجوي، أنتِ نموذج في قيادة هذه الحركة. خطتكِ العشرية هي خارطة طريق من الديكتاتورية إلى الديمقراطية. إيران حرة هي الخيار الصحيح، فلنقف مع التاريخ في الجانب الصحيح.»

وفي نفس السياق كرم ماتيو رنزي، رئيس وزراء إيطاليا السابق، كرم الشهيدين احسانی وحسنی: «لقد ضحيا بحياتهما من أجل إيران حرة. النظام ضعيف، والأيام القادمة للديمقراطية. روما، التي حظرت الإعدام أولاً، تدعم برنامج رجوي لإلغاء عقوبة الإعدام.»

وفي نفس السياق هاجم رودي جولياني، عمدة نيويورك السابق، النظام وداعميه: «هذا النظام يقتل الأبطال مثل سكان أشرف. المقاومة بقيادة مجاهدي خلق هي الوحيدة القادرة على إسقاط خامنئي. أي تواصل مع الحرس الثوري جريمة.»

ميشيل أليو ماري، وزيرة فرنسا السابقة، حذرت من خطر النظام النووي: «منذ عشر سنوات، حذرت من برنامج إيران النووي. هذا النظام لا يحق له امتلاك قدرات نووية، لأن ذلك سيؤدي إلى سباق تسلح في المنطقة. الاتفاقات فشلت لأن النظام لا يحترم التزاماته.»

اختتم المؤتمر بدعوة للأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان لدعم المقاومة الإيرانية وإدراج الحرس الثوري في قوائم الإرهاب. المؤتمر عكس صوت الشعب الإيراني الذي يناضل من أجل الحرية، داعيًا العالم العربي إلى التضامن مع قضيته العادلة. فهل سيبقى العالم صامتًا أمام هذا الظلم؟ الحرية تنتظر إجابة.