تقديم بطاقة ذهبية للمتسابقة الاماراتية حمدة المر المهيري..

'شاعر المليون' يستقطب مواهب عالمية في رابع حلقاته

أبوظبي

بمتابعة واسعة واهتمام بالغ من جمهور الشعر ومحبيه عبر الوطن العربي انطلقت مساء الثلاثاء الحلقة التسجيلية الرابعة للموسم التاسع من برنامج "شاعر المليون" أضخم مسابقة في الشعر النبطي.

وبتضيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي عرضت الحلقة تفاصيل جولة مقابلات لجنة تحكيم البرنامج للشعراء في العاصمة الإماراتية أبوظبي، والتي تم بثُّها في تمام الساعة العاشرة مساء على قناتي بينونة الفضائية والإمارات.

وسط اشتداد حدة المنافسة بين الشعراء المشاركين الذين توافدوا للوقوف أمام لجنة تحكيم البرنامج آملين بالتأهل للمسابقة في مراحلها الأولية ضمن المائة شاعر، انطلقت حلقة عاصمة الشعر ومنصة الشعراء أبوظبي من شاعر المليون، واستُهِلّت الحلقة بجولة كاميرا البرنامج على صروح الثقافة والعمارة والتراث العريق في أبوظبي والإمارات مع ترداد أبيات المديح في مكانتها ومحبة الشعراء لها:

"يا بوظبي سيري على عزك سنين خلّي كل من يبغاه دربك يدله/يا ساكنة قلوب كل المحبين يا ثابتة شروى البحر في محله".

ومع استهلال الحلقة بنصائح يوجّهها نجوم البرنامج في مواسمه السابقة، والتي تمحورت حول ضرورة التركيز في النصوص والحرص على حسن الأداء والانتقاء، وضرورة أن يتجسد دور الشاعر في نشر حضارة وطنه وأرضه بصورة تليق بهما، وأن ينساب على طبيعته الشعرية دون تكلف ليصل إلى قلوب الملايين، كان إجماع الشعراء المتسابقين على أهمية برنامج شاعر المليون ومكانته كمنصة إعلامية ضخمة ومركز أبحاث الشعراء في الوطن العربي، ومنبر كل الشعراء ومكسب المشاركين في، كونه البرنامج الذي طوّر الشعر وحدّثه، وشكّل ثورةً في الشعر ومكسباً للشعراء ومدرسةً لهم يتتلمذون فيها على أيدي أعضاء لجنة تحكيم البرنامج الذين يستفيدون من نصائحهم كمحفز للشعراء على التميز والإبداع.

قامات شعرية ومواهب استثنائية تبرز مكانة الشعر في حياة العرب

وانطلقت مجريات الحلقة التسجيلية الرابعة ومقابلات الشعراء مع لجنة تحكيم البرنامج المؤلفة من كل من الأستاذ الروائي والباحث سلطان العميمي، والدكتور غسان الحسن والشاعر حمد السعيد، حيث كانت أولى مقابلات اللجنة مع المتسابق عبد الله بن فهم الحمودي من الإمارات، في نصه حباً للوطن ومديحاً لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ما نال استحسان أعضاء اللجنة حيث اعتبر حمد السعيد أن النص غني بالشعر كعادة الشاعر، بينما أشار العميمي إلى ملامح تطور الأسلوب الشعري في تجربة الشاعر الذي كان قد شارك سابقاً في البرنامج، أما الدكتور الحسن فقد اعتبر النص جميلاً ينساب شاعريةً بمعانيه العالية، تلاه المتسابق مشاري خلف العنزي من مملكة البحرين مع نصه في برنامج شاعر المليون ودوره ومكانته في الساحة الشعرية، الذي رأى الأستاذ سلطان العميمي أنه نص يحتوي الصورة الواعية الجميلة التي لم تفتقد الشعرية في توظيف المعاني، بينما رأى السعيد في النص مفاجأة تشير إلى أنه نص مثقف جمع أماكن عدة في الوطن العربي، وأشار الحسن إلى أن النص حمله على أكتافه إلى جغرافية الوطن العربي متنقلاً بين الأسماء الجغرافية في عدم ترتيب يرمز إلى تمازج هذه الأماكن ويعكس تمكناً وتناولاً شعرياً متفرداً لثيمة البرنامج، أما المتسابق محمد بشير العنزي من البحرين أيضاً فقد ميّز أعضاء اللجنة نصه الذي وجدوا فيه حكمة ناضجة وإلقاءً جميلاً مع الحبكة الشعرية المحترفة والسرد القصصي الجميل.

وفي محطة متميزة ضمن البرنامج مع المواهب النسائية الفخورة بأقلامها وشعريتها، كان الموعد مع المتسابقة حمدة المر المهيري من الإمارات، والتي ألقت قصيدة نالت استحسان اللجنة ما جعلها تجيزها بجدارة مع بطاقة ذهبية حيث أكّد العميمي أنها قصيدة جميلة تبرز ملامح صوت الأنثى الواضح في النص مع الربط الموفق للأفكار وعلاقة الموضوع المتميزة بالشعر، تلاها المتسابق إبراهيم أحمد حلوش من المملكة العربية السعودية الذي ألقى نصاً فائض الإحساس معبراً عن حالة فقده للبصر نتيجة عارض صحي أصابه، ما انعكس تفاعلاً نبيلاً من قبل أعضاء اللجنة مع الشاعر ونصه، الذين أجمعوا على الإشادة بعزيمته وإصراره وتقدير طموحه معتبرين أن القصيدة تعكس إحساساً وتصويراً جميلين في ترابط موضوعي وحرفة شاعر جزل يعرف معنى الشعر وكيفية الدخول إلى العبارة الشعرية والمعنى.

 

مواقف إنسانية ووطنية وحالات شعرية وجدانية متفردة

وتلاه المتسابق مبارك العامري من الإمارات مستذكراً وقوفه الأول في الرابعة عشرة من عمره أمام المغفور الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإلقاءه قصيدته أمامه ثم منشداً المنكوس إثر القائه قصيدته التي أشادت بها اللجنة وبإلقاء وإحساس الشاعر الجميل وأصالة نصه وإبداعه.

 

وألقت بعده المتسابقة ليالي المعوش من الأردن نصها المعبر عن معاناتها في الحركة وفقد الوالد الذي بكت فراقه، حيث نالت إجازة اللجنة بالإجماع لمشاعرها وصورها الشعرية الجميلة وإحساسها المؤثر، تلتها المتسابقة ميثا الغافري من سلطنة عُمان التي أشاد العميمي بنصها المميز وخصوصية لهجتها وتوظيفها لمفرداتها التي تعكس أصالة وجمالاً بعيداً عن الحشو، أما الدكتور الحسن فقد أشار إلى فطرتها التلقائية الجميلة وخلو قصيدتها من الفجوات بين الأبيات مع تدفق غير ناتج عن التعليم والصنعة، أما المتسابق عمر بن هذال من السعودية فقد نال إجازة اللجنة مع عدم استحسانها استسهاله واختيار موضوع نصه وتناوله بعض المفردات التي تعيب القصيدة، مقابل إشادتها بإلقائه وحضوره المتميز، تلاه المتسابق عبد الله الحموي من اليمن في أدائه المتميز لفنون الهوكة والنغبة والزامل من التراث اليمني، ونصه في الاعتزاز بالانتماء العروبي الأمر الذي قابلته اللجنة بالاستحسان والإشادة بجمال النص وبناء موضوعه الجاذب ووعيه المتدرج بين الأفكار والسيناريو الجميل للنص ورمزيته في الإشارة والإشادة بموقف المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة من اليمن الشقيق وإسهام هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في لثم جراح اليمنيين والتخفيف من معاناتهم. بينما تميزت المتسابقة أسماء العويمر من الأردن بنصها الذي حاز إجازة أعضاء لجنة التحكيم وإشادتهم بجماله وشاعريته الواضحة ما بين المطلع والخاتمة لولا ضعف المنتصف والخلل في الوزن، أما المتسابق تركي الحبسي من عُمان فقد شكّل فارقةً في البرنامج لنجواه وشكواه انفصاله عن الحبيبة في موضوع غريب أشار حمد السعيد إلى مفارقته وغرابته وجماله مانحاً صاحبه بطاقة ذهبية، تلاه المتسابق محمد حسين الشمري الذي تميز بغنائه للكرسي وصوته العذب ووصفه الدقيق والمتميز للخيل، الأمر الذي أشاد به أعضاء اللجنة حيث اعتبر الحسن أن مفردات الشاعر غنية تعكس إتقانه ومعرفته بالخيل وإسقاطه كمعادل موضوعي للقصيدة، تلاه المتسابق ظافر آل فطيح من السعودية مع إجازة اللجنة وإشادتها بالتدفق الشعري للشاعر وصياغته الوصفية المتقنة التي تُطرب وتشوّق النفس.

 

دور بارز لأكاديمية الشعر العربي في أبوظبي في تطوير مهارات الشعراء

وفي محطة متميزة ضمن مسيرة البرنامج، حلّ علي بن مساعد من الإمارات، نجم برنامج شاعر مليون الأطفال متسابقاً في الموسم التاسع لشاعر المليون، الأمر الذي جعل العميمي يعبّر عن سعادته بوصوله إلى هذا المستوى والأسلوب الشعري المتميز، بينما أشاد الحسن والسعيد بتنوع بحوره وإلقائه المتميز، تلاه مجموعة من الشعراء من تلامذة أكاديمية الشعر العربي في أبوظبي التابعة للجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، والذين برز من خلالهم الدور الريادي الذي تلعبه الأكاديمية في تحفيز المشهد الشعري وتطوير المواهب الشعرية والذي برز أصدق تمثيل له في مشاركة المتسابق عناية الله عبد الباري من باكستان والذي نتيجة التحاقه بالأكاديمية استطاع أن ينظم الشعر النبطي في مديح المغفور له الشيخ زايد طيب الله ثراه، والذي استحق إجازة اللجنة مع إشادتها بمستواه الشعري وهمته وعزيمته التي نقلته من شخص لا يتقن اللغة العربية إلى شاعر يتقن الشعر النبطي، تلاه عدد من الشعراء والشاعرات الذين استحقوا منحة دراسية من أكاديمية الشعر إسهاماً في تطوير قدراتهم الشعرية والارتقاء بمستواهم على يد أفضل مدرّسي الشعر وخبرائه في الأكاديمية التي أسهمت حتى اليوم في تحقيق العديد من الإنجازات المتمثلة في تخريج ما لا يقل عن عشر دفعات من الطلاب، وإصدار أكثر من 150 كتاباً متخصصا في الشعر الفصيح والنبطي، والإشراف على عدد من الباحثين وتشجيعهم من خلال نشر أعمالهم البحثية إلى جانب الدواوين الشعرية، تلا ذلك ختام الحلقة مع المتسابق راشد الزرعي من سلطنة عُمان الذي نال استحسان اللجنة بطرقه المتميز لموضوع برنامج شاعر المليون وطموح الشعراء في الوصول إلى مراحله النهائية، حيث أشاد السعيد بجمال النص والحضور والإلقاء، بينما أكّد الدكتور غسان الحسن على تميز قصيدة الشاعر بأسلوبها وتوصله إلى بؤرة الموضوع بعناية وشعرية عالية.

 

مواهب عالمية على منصة الإبداع الإماراتية

بين المواهب الغنائية والحوارات الشعرية بين المتسابقين، كانت محطات متنوعة مع شعراء وشاعرات تراوحت مواقف لجنة التحكيم منهم بين الاستحسان والإجازة أو عدمها، وحضور متميز لشعراء عرب وعالميين عكسوا الجغرافيا الواسعة التي بات برنامج شاعر المليون يغطيها من أقصى مشرق الأرض إلى مغربها، كملتقى للخير ومنصة للتسامح جامعة لمواهب الشعر من جميع أنحاء العالم، حيث حضر الشعراء والشاعرات من 15 جنسية ومكان من لندن، وعُمان، واليمن وسيناء، الأحواز، العراق، المغرب، السودان، الصومال وصولاً إلى أستراليا. كما تميزت الحلقة بمواقف أخرى طريفة لشعراء لم يلتزموا بقواعد الشعر النبطي ووقعوا في المباشرة في تناول المعاني الشعرية.

مجلس شاعر المليون: نجوم المنكوس ومسؤولية الفوز أمام جمهور الشعر

ومع محطات مجلس شاعر المليون مع الإعلامي حسين العامري كان الموعد مجدداً، حيث استضاف نجمي برنامج المنكوس حمدان المنصوري فارس المنكوس في نسخته الأولى للعام 2019، والذي تناول المسؤولية الكبيرة التي يضعها الفوز على كاهل المتسابقين ضمن البرنامج مشيراً إلى بحثه بعد الفوز عن مستوى أعلى يليق بالمرتبة التي حققها والمكانة التي احتلها البرنامج وأصالة فن المنكوس في الموروث الثقافي للجزيرة العربية. كما استضاف الشاعر هادي المنصوري الذي أشار إلى أن قبول الجمهور للشاعر هو نعمة من الله مع ضرورة أن تكون المادة التي يقدّمها متقنة ومختارة بعناية وبطريقة تواكب التطور الشعري والذائقة الجماهيرية.

 

لجنة التحكيم: محطة أبوظبي محطة مفصلية في تاريخ البرنامج

في اجتماع تقييم الجولة من قبل أعضاء لجنة تحكيم شاعر المليون (الباحث سلطان العميمي، الدكتور غسان الحسن، والشاعر حمد السعيد) إلى جانب عضوي اللجنة الاستشارية الأستاذ تركي المريخي، والأستاذ بدر صفوق، وذلك بعد انتهاء مقابلات الشعراء، تم تأكيد الأعضاء على المنافسة المحتدمة والشديدة مع الإشارة إلى أن المواسم القادمة تظل مفتوحة للمتسابقين الذين لم يحالفهم الحط والفرص متاحة، حيث رأى الأعضاء أنّ جولة أبوظبي نجحت بامتياز واستقطبت مشاركات عالمية من الجنسيات المتعددة، مع ملاحظة توحّد الشعراء في لهجتهم البيضاء التي ارتقت بمستوى الشعر مع الإشادة بالمستوى الرفيع للشاعرات اللواتي حضرن بتميز وإصرار على التفرد في ما يقدمنه من نصوص تعكس مواهبهنّ الشعرية وتمكنهنّ. ولم يغفل أعضاء اللجنة عن الإشارة إلى المصداقية العالية التي اكتسبها البرنامج والتي انعكست بإقبال الشعراء على المشاركة وتقبّلهم آراء لجنة التحكيم ونقدها الحريص على تطوير مواهبهم الشعرية والارتقاء بشاعريتهم.