الأزمة السورية

حكومة حسين عرنوس "تقطيع وقت" إلى حين الانتخابات الرئاسية

مناطق خارجة عن السيطرة

دمشق

 بات السوريون في مناطق سيطرة الحكومة يتحسرون على عهد رئيس الوزراء السابق عماد خميس، الذي كان على الأقل يحسن التواصل مع الشارع، ويحرص على تكثيف إطلالاته الإعلامية وتوجيه رسائل طمأنة للمواطنين، وإن كانت لا تصل إلى عقول المتلقين.

وتبدو الحكومة السورية منقطعة عمّا يجري من حولها، فرئيسها، حسين عرنوس، أشبه بموظف إداري ينحصر دوره في عقد اجتماعات دورية مع وزرائه، يؤكد خلالها على التوجيهات الرئاسية بضرورة محاربة الفساد والمحسوبية، وضرورة الارتقاء بالعمل الإداري، دون أن يكون هناك أي تقدم على هذا المستوى.

وتشهد مناطق سيطرة الحكومة حالة فساد مستشر في كل المؤسسات، وتفشّيا لظاهرة المحسوبية والولاءات لهذه الجهة الأمنية أو تلك.

وتحييد الحكومة في اتخاذ القرارات حتى تلك التي من صلاحياتها ليس بجديد، وإن كان مع حكومة عرنوس يبدو الوضع أسوأ.

ويقول مراقبون إن الحكومات السابقة كان لديها هامش ضئيل من الحركة، لكن الوضع تغير في الأشهر الأخيرة من عمر حكومة عماد خميس، لافتين إلى أن هناك تجاهلا تاما لرئيس الوزراء حسين عرنوس، حيث لا تسجل له أي زيارات خارجية، باستثناء بعض الجولات الداخلية وآخرها إلى شرق سوريا قبل أيام.

وتم تكليف منصور عزام وزير شؤون رئاسة الجمهورية، بقيادة الوفد الذي زار موسكو قبل نحو شهر، لبحث تعزيز التعاون الاقتصادي بين الجانبين.

ويرى المراقبون أنه يتم التعاطي مع الحكومة على أنها حكومة تصريف أعمال إلى حين إجراء الانتخابات الرئاسية.

ومن المقرر أن تجري انتخابات الرئاسة السورية في أبريل المقبل، لكن لم تعلن أي شخصية عن ترشحها بعد للاستحقاق، بما في ذلك الرئيس بشار الأسد الذي قال في أكتوبر الماضي إنه “من المبكر الحديث عن ترشحه للانتخابات المقبلة”.

وكان الأسد كلف في أغسطس الماضي، حسين عرنوس بتشكيل حكومة جديدة. ويشغل عرنوس منصب رئيس الوزراء منذ 11 يونيو 2020 حين صدر مرسوم بإعفاء عماد خميس.

وتقلد عرنوس عدة حقائب وزارية منذ العام 2013، كان آخرها وزارة الموارد المائية، وهو منذ عام 2013 عضو في القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم.