الحدود اللبنانية..
تسيطر عليها ميليشيات حزب الله..بوادر حرب جديدة في جنوب لبنان

معدات عسكرية إسرائيلية قرب حدود لبنان (أرشيف)
لن تبتعد الحرب عن الحدود اللبنانية إذا اشتعلت في الأيام أو الأسابيع القادمة، وهي بالتأكيد ستدخل مناطق لبنانية مختلفة تسيطر عليها ميليشيات حزب الله، وتزرع فيها قواعد بعضها علني ومعظمها سري.
آخر بوادر الحرب جاءت مع استهداف مواقع بجنوب سوريا يشغلها عناصر للميليشيات اللبنانية مع مستشارين إيرانيين وحتى سوريين "تشيعوا" وأنشأوا ميليشيات تابعة مباشرة لحزب الله.
الغارات الإسرائيلية استهدفت مواقع سرية، يفترض أنها غير معروفة أو ظاهرة ولا يمكن كشفها كما كان يظن حزب الله، أحد هذه المواقع يستخدم لمكوث عناصر في فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني وميليشيات موالية لإيران، في منطقة جنوب هضبة الجولان.
الغارات التي نفذها سلاح الجو الإسرائيلي، فجر الأربعاء، استهدفت موقعاً سرياً آخراً يستخدم لاستضافة شخصيات وبعثات إيرانية رفيعة المستوى جنوب شرق دمشق، ومنه تنطلق مجموعات حزب الله، التي لديها مهمات حدودية، من زرع العبوات الناسفة على الشريط الحدودي تحضيراً لمعركة عسكرية تبدأ من جنوب لبنان، إلى حفر أنفاق عسكرية.
الطائرات الإسرائيلية، استهدفت مخازن ومقرات قيادة ومجمعات عسكرية، بالإضافة إلى بطاريات أرض-جو، حيث يقيم فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، بنية تحتية أنشئت للاعتداء على إسرائيل. واتضح أن الغارات جاءت بعد جهد استخباراتي مكثف، مدعوم من دول محيطة بسوريا، توافقت قبل أعوام على حل أزمة جنوب سوريا وإعادة الحكومة إليها بشرط انسحاب إيران وميليشياتها من المنطقة نحو الشمال بمسافة لا تقل عن 85 كيلومتراً.
الضربة الإسرائيلية خلفت خسائر بشرية ومادية، حيث قتل 10 أشخاص 5 إيرانيين، واثنان من حزب الله، والبقية هم عراقيين وأفغان من لواء "زينبيون".
واستهدفت الضربات أيضاً مراكز لإطلاق الصواريخ من نوع أرض جو، ومنها مواقع تحت الأرض، ومستودعات ذخائر وأسلحة للميليشيات الموالية لإيران وحزب الله اللبناني في منطقة مطار دمشق الدولي ومحيطه ومنطقة السيدة زينب والكسوة ومواقع أخرى جنوب وجنوب غرب العاصمة دمشق عند الحدود الإدارية مع القنيطرة. واستهدف القصف أيضاً الموقع الذي قتل فيه قبل أعوام القيادي بحزب الله مصطفى بدر الدين.
ولفتت مصادر أمنية إلى معطيات مهمة ترتبط بمهمة هذه العبوات المزروعة قرب الشريط الحدودي للجولان، حيث يحضر حزب الله لحرب مقبلة في لبنان، ويقوم بتفجير الألغام، ما يفتح ثغرات في الشريط الحدودي في المنطقة، فيتقدم عناصره من مواقع أخرى بينها أنفاق حفرت منذ فترة بآليات إيرانية، تشبه إلى حد كبير الأنفاق التي حفرت من جنوب لبنان إلى الأراضي الإسرائيلية.
وتقوم الخطة على محاولة احتلال مناطق حدودية يشغلها مستوطنون إسرائيليون واستعمال المدنيين كأسرى، ليحاول حزب الله فرض شروطه التفاوضية.
تكاد الخطة أن تكتمل، ولكن الإسرائيليين استبقوا "مشاريع" الإيرانيين وحزب الله بتدمير البنية التحتية والبشرية المسؤولة عن تنفيذ هذا النوع من الهجمات، وجاء كشفها ليؤكد أن كل القوى العسكرية الموجودة على الأرض من حزب الله إلى الإيرانيين وميليشياتهم مكشوفين بالكامل استخباراتياً.. وهو ما يعني أن الحرب انتهت فعليا قبل أن تبدأ.