الأزمة السورية

لا تغيير في السياسة الأميركية تجاه سوريا بغض النظر عن ساكن البيت الأبيض

ترامب أو بايدن... لا فرق بالنسبة لسوريا

دمشق

 استبعد المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري، أن يكون لنتائج الانتخابات الرئاسية في بلاده أي تأثير على تواجدها العسكري في سوريا، بغض النظر عن المرشح الفائز.

وشهدت الانتخابات الأميركية التي جرت الثلاثاء، منافسة محتدمة بين الرئيس الحالي دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن، والتي تتجه النتائج الأولية الصادرة تباعا حتى مساء الأربعاء لصالح هذا الأخير.

وقال جيمس جيفري “أيا كان الفائز في الانتخابات، لا أتوقع حدوث أي تغيير في نقاط تواجد الوحدات العسكرية الأميركية في سوريا، ولا في العقوبات المفروضة على نظام الرئيس بشار الأسد، ولا في إرادة واشنطن طرد إيران من سوريا”.

وكان ترامب تعهد خلال حملته الانتخابية الأولى بسحب كل القوات الأميركية المتواجدة في هذا البلد، ووصف في إحدى تصريحاته، سوريا بأنها “أرض رمال وموت”، إلا أن التحديات الكبيرة التي فرضها الوجود الإيراني هناك جعل مشروع الانسحاب يتلاشى.

وعلى غرار سلفه الديمقراطي باراك أوباما تجنب الرئيس الجمهوري دونالد ترامب على مدار ولايته الأولى تدخلا مباشرا كبيرا في الصراع السوري، باستثناء عمليتين عسكريتين ضد مواقع للنظام، كانتا بمثابة “قرصة أذن” للأسد بعدم تكرار استهداف المدنيين بغازات سامة.

وفي مقابل ذلك صعدت إدارة ترامب من ضغوطها الاقتصادية على الأسد عبر تفعيل قانون قيصر في يونيو الماضي، والذي زاد من عمق الأزمة المالية للحكومة السورية التي تعاني من انهيار العملة المحلية، ومن صعوبة في توفير المواد الأساسية.

وشهدت العلاقة بين تركيا والولايات المتحدة خلال فترة ترامب اهتزازا كبيرا بسبب الملف السوري في علاقة بدعم واشنطن لوحدات حماية الشعب الكردي أساسا، والتي تنظر إليها أنقرة على أنها امتداد لحزب العمال الكردستاني، فيما تعتبرها الإدارة الأميركية حليفا أساسيا في الحرب على تنظيم داعش.

ورغم أن مسؤولين أميركيين كانت لديهم مواقف متباينة حيال دعم الوحدات الكردية وتأثيرها على العلاقة مع أنقرة الشريك في حلف الأطلسي بيد أن تلك الأصوات وبينها جيفري لم تكن لديها القدرة على التأثير.

وأشار جيفري إلى أن بلاده تعتبر حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية مضيفا “نريد أن نرى خروج وحداته من سوريا، إذ يعدّ وجودها في شمال شرق البلاد السبب الرئيسي في توتر العلاقات مع تركيا”. وأعرب عن أمل بلاده “في التقليل من هذا التوتر، لأننا نعمل بالتنسيق الوثيق مع تركيا، في جميع المناطق باستثناء الشمال الشرقي”.

وكانت تركيا شنت ثلاث عمليات عسكرية ضد الوجود الكردي منذ العام 2015، وتسعى جاهدة لتغيير الطبيعة الديموغرافية للمناطق التي استحوذت عليها خلال تلك العمليات، في محاولة لقطع أوصال مناطق السيطرة الكردية والحيلولة دون تمكن هذا المكون الأصيل من إقامة حكم ذاتي بالقرب من حدودها.

ويرى مراقبون أن توتر العلاقة بين واشنطن وأنقرة في سوريا سيظل سيد الموقف في حال فاز ترامب بولاية ثانية، وفي المقابل يرجح متابعون أن تشهد بعض التحسن الطفيف مع بايدن، وإن كان الأخير لن يتخلى عن دعم الأكراد ووحدات حماية الشعب الكردي.

وتوقع جيفري زيادة العقوبات المفروضة على نظام الرئيس بشار الأسد، مؤكدا أنها حققت نجاحا إلى حد كبير، إذ لا تجرؤ الشركات في أوروبا أو الشرق الأوسط على القيام بعمل رسمي مع الحكومة السورية.

ويقول مراقبون من المؤكد أن ترامب لن يقدم إذا ما انتصر على أي خطوة للتخفيف من عدد القوات الأميركية المنتشرة في شمال شرق سوريا، وفي منطقة التنف القريبة من الحدود العراقية والأردنية، وكذلك الحال إذا ما فاز بايدن أيضا.

ويدعم بايدن بشكل رسمي وجود قوة صغيرة في المستقبل المنظور وسبق أن صرح لصحيفة “وول ستريت جورنال” في نوفمبر الماضي بأن “الاحتفاظ ببضع مئات من القوات لحماية الأكراد أمر منطقي للغاية”.

وكان بايدن انتقد قبل أشهر أمر ترامب بسحب القوات الأميركية من سوريا – تراجع عنه لاحقا – ووصفه بأنه قرار “شائن” من شأنه أن يوفر لتنظيم داعش “فرصة جديدة للحياة”.

ويرى المراقبون أن بايدن كما ترامب سيحاول في حال فاز أحدهما في الانتخابات دفع العملية السياسية قدما حيث إن ترامب معني بتحقيق مثل هكذا إنجاز في ولايته الثانية والأخيرة، فيما سيسعى بايدن أيضا لهذا الهدف.