بعد قصف «فيلق الشام» بطيران روسي

موسكو تظهر العين الحمراء لأنقرة

وكالات

بعد خمسة أيام انقضت على قصف المقر الرئيسي للفصيل الإرهابي المسمى فيلق الشام في روسيا، بواسطة طيران روسي يوم الاثنين، لاحت في الأفق رسائل عدة من الجانب الروسي لنظيره التركي بهذه الضربة الموجعة، حيث إن فيلق الشام هذا يعد أحد أهم تشكيلات ما يسمى الجيش الوطني المدعوم من أنقرة، بحسب ما جاء على لسان مدير المكتب الإعلامي للجبهة الوطنية «سيف رعد»، وبحسب أيضًا المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد إن الطيران الحربي الروسي شن غارتة الجوية على مقر فيلق الشام في منطقة كفر تخاريم؛ ما أدى إلى مقتل عدد من العناصر، وجرح آخرين.

 

تخوف تركي

وبحسب المرصد، يعتبر الفيلق أحد أكثر الفصائل قُربًا من تركيا، كما أنه كان مرافقًا للدوريات المشتركة الروسية التركية على الطريق الدولي حلب اللاذقية (M4)، التي جاءت كأحد أبرز بنود اتفاق سوتشي، الموقع بين الرئيس رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وهذه الضربة هي أول ضربة من الروس تستهدف مقرًّا عسكريًّا لفصيل تدعمه تركيا بعد الاتفاق الذي جرى من قبلهم.

وعقب هذه الضربة يوجد تخوف تركي من استهداف عناصر الجيش التركي في إدلب، وهو احتمال وارد، وذلك بحسب ما ذكره مركز عمران للدراسات الاستراتيجية ومقره سوريا.

 

رسائل روسية

ويعتبر القصف الروسي الأخير هو الثاني خلال ثلاثة أيام لمناطق سيطرة المعارضة، وهو ما يحمل في طياته عدة أهداف ورسائل تريد روسيا إيصالها إلى تركيا، وفق تحليل مركز عمران.

ورجح المركز أنه  من الواضح أن يكون هناك  خلاف بين الروس والأتراك، خاصة بعد الموقف التركي في أذربيجان.

وأكد مركز عمران، أن روسيا أرادت من خلال ضربتها الجوية إيصال رسالة تهديد لأردوغان، بعد موقفة غير السليم في أذربيجان، فبوتن يريد أن يقول لأردوغان لابد من خفض التصعيد في أذربيجان مقابل خفض التصعيد في إدلب، خاصة أن روسيا كانت ضد موقف تركيا فيما يتعلق بأزمة أرمنيا وأذربيجان.

كما تريد روسيا أيضًا تقويض قدرة الفصائل السورية، التي تعمل منذ توقيع اتفاق سوتشي على تعزيز قدراتها، وتعويض الاستنزاف الذي تعرضت له روسيا، بسبب العديد من العمليات الإرهابية، بحسب المركز والمرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

إشعال الفتن

إذ ذكرت وكالةANAA  الروسية أن تنظيم «حراس الدين» قدم معلومات عن معسكر «فيلق الشام»، الذي تم استهدافه، وذلك بإعطاء عناصر من حراس الدين معلومات المعسكر المستهدف.

وأضافت الوكالة أن المعسكر الذي تم ضربه يتبع لهيئة تحرير الشام، وحراس الدين غير المتوافق مع الهيئة، هو من أدلى بتلك المعلومات، ويعيش الطرفان نوعًا من الحرب الباردة منذ عدة شهور.

وشهدت محافظة إدلب اشتباكات عنيفة بين غرفة عمليات تُعرف بـ«فاثبتوا» التي تضم حراس الدين وفصائل أخرى، وبين هيئة تحرير الشام، منذ عدة أشهر.