الأزمة السودانية

ضغوط داخلية تكبح اندفاعة مناوي لدعم البرهان

حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي

الخرطوم

تقول أوساط سياسية سودانية إن تراجع حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي عن قرار الانحياز إلى الجيش يأتي نتيجة ضغوط تعرض لها داخل حركته تحرير السودان، وأيضا لفسح المجال للاتصالات الجارية بشأن تجنيب مدينة الفاشر القتال.

وتشير الأوساط إلى أن الموقف الأخير لمناوي من شأنه أن يبعثر أوراق قائد الجيش الجنرال عبدالفتاح البرهان، الذي راهن في الفترة الأخيرة على انحياز الحركات المسلحة لدعم قواته التي تواجه صعوبة في وقف تقدم الدعم السريع.

وأعلن مناوي – الذي يتزعم حركة تحرير السودان -، قبل نحو أسبوعين من بورتسودان عن قرار بالخروج عن مبدأ الحياد، والانحياز إلى الجيش صحبة حركة العدل والمساواة جناح جبريل إبراهيم وعدد من الشقوق المسلحة الأخرى.

وجاء قرار الحركات على خلفية توجه قوات الدعم السريع لشن عملية عسكرية في الفاشر، عاصمة شمال دارفور، وهي الجزء المتبقي لاستكمال الدعم السريع سيطرتها الكاملة على الإقليم الواقع غرب السودان.

وتشكل مدينة الفاشر مركز ثقل الحركات المسلحة ولاسيما حركة تحرير السودان، وسقوطها بيد الدعم السريع سيعني انتهاء نفوذ تلك الحركات، وهو ما يفسر ردود فعلها على مسألة اقتحام الدعم للمدينة.

وتقول الأوساط إن قرار الحركات بالانضمام إلى الحرب أثار جدلا كبيرا حتى داخل الحركات المسلحة نفسها، حيث أن جزءا مهما من قواتها يرى بأن الانحياز إلى هذا الطرف أو ذاك أمر مرفوض بالنظر إلى تبعاته الخطيرة على مستقبلهم ومستقبل البلاد.

وتشير الأوساط إلى أن الضغوط يبدو أنها نجحت في كبح اندفاعة مناوي، الذي قال في مؤتمر صحفي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا إن الخروج عن الحياد لا يعني الانحياز إلى الجيش، وإنما يتوقف على التزام الطرفين بعدم الاعتداء على المدنيين والمنشآت العامة.

وأضاف أن قرار الحياد الذي اتخذ في مايو الماضي تم بعد اجتماع بين الحركات الموقعة على اتفاق السلام في جوبا ووصلوا فيه إلى تقييم مشترك مفاده أن الحرب هي بين الجيش والدعم السريع، وبالتالي فهم لا علاقة لهم بها، وأن أي خروج عن هذا المسار سيقود إلى التخلي عن هذا الحياد.

ولفت إلى أنه سبق له الإدلاء بتصريح في الفاشر قال فيه إنهم غير محايدين أمام انتهاكات حقوق الإنسان وقتل المدنيين أو الهجوم على البنوك وغيرها من المؤسسات العامة وهذا بالطبع بالإضافة إلى حرق القرى وغيرها “وهذا ما قلناه وأصدرنا توجيهات لقواتنا بالخروج عن الحياد متى ما كان هناك اعتداء على المواطن والممتلكات العامة والتصدي للمعتدين”.

وأضاف أنه ليس هناك حياد مطلق وإنما مشروط بالتزام الطرفين المتحاربين بأن تكون الحرب بينهما.

وبدا واضحا أن مناوي يتبنى رواية الجيش بشأن الانتهاكات، ويحاول البحث عن تبريرات حيال الموقف المعلن قبل أسبوعين، لكنه في ذات الوقت يظهر حرصا على ترك مساحة مفتوحة للتفاهم مع قوات الدعم السريع لاسيما بشأن الفاشر، وقد كشف حاكم إقليم دارفور خلال المؤتمر الصحفي في العاصمة الإثيوبية أنه أجرى اتصالا مع زعيم قوات الدعم السريع الجنرال محمد حمدان دقلو.

وفي سؤال له عمّا اذا كانت قواته ستشارك في القتال ضد قوات الدعم السريع حال تقدمها صوب الفاشر امتنع مناوي عن الرد واكتفى بالإشارة إلى أن هذا الحديث سابق لأوانه قائلا “الجسر يعبر عند الوصول إليه”.

وحول تنسيق قوات عبدالواحد نور مع الحركات الموقعة على السلام، أكد مناوي وصول قوات عبدالواحد إلى الفاشر، مشيرا إلى أن ذلك لم يتم بناء على تنسيق مسبق وإنما بمبادرة منها بناء على تقييمها.