وكالات..

البرقية السرية في أيادي الجميع.. "سيف" النواب على رقبة بايدن

"أرشيفية"

موسكو

٢٠ شهرا على سقوط كابول في يد طالبان، بيد أن صدى السقوط لا يزال يتردد في واشنطن.

مرشحو انتخابات الرئاسة المقررة في 2024، وفي مقدمتهم دونالد ترامب، وأعضاء الكونغرس من الحزب الجمهوري لا يتوقفون عن إثارة ملف الانسحاب من أفغانستان، ووصفه بـ"الكارثي".

بل إن فتح تحقيق في ملف الانسحاب من أفغانستان كان أحد الوعود الانتخابية التي قطعها الجمهوريون وقت الحملة الانتخابية لانتخابات التجديد النصفي للكونغرس في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وفي أولى نتائج هذه التعهدات، أمرت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي الذي يهيمن عليه الجمهوريون، أمس، الحكومة بتسليم برقية دبلوماسية سرية تحذر من تداعيات انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان في عام 2021.

إذ أعلن مايك ماكول، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، أنه سيصدر أمراً لوزارة الخارجية بتسليم هذه الوثيقة الداخلية.

فحوى البرقية
وحذرت البرقية، التي أرسلها دبلوماسيون أمريكيون في كابول في صيف 2021، من أن الحكومة الأفغانية ستنهار بسرعة مع انسحاب القوات الأمريكية، بحسب وسائل إعلام أمريكية.

وتمت الإشارة إلى هذه الوثيقة خلال إفادة وزير الخارجية أنتوني بلينكن أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب يوم 23 مارس/آذار.

لكن وزارة الخارجية رفضت حتى الآن تسليم هذه البرقية متذرعة بحماية الاتصالات السرية داخلها.

وفي 26 أغسطس/آب 2021، أسفر هجوم بقنبلة وقع خارج مطار كابول خلال إجلاء الأمريكيين والحلفاء الأفغان، وتبنّاه تنظيم "داعش" في ولاية خراسان عن مقتل 13 جنديا أمريكيا ونحو 170 مدنيا أفغانيا.

وقال ماكول "إن الشعب الأمريكي يستحق معرفة ملابسات وقوع هذه المأساة ولماذا قضى 13 جندياً أمريكياً".

ومن غير المعروف ما الذي ستفعله اللجنة إذا استمرت وزارة الخارجية في رفضها تسليم الوثيقة، وما إذا كانت ستطلب حينها من محكمة الحكم بتنفيذ الأمر.

بعد فوزها في الانتخابات التشريعية التي جرت في نوفمبر/تشرين الثاني وسيطرتها على مجلس النواب، تعهدت المعارضة من الحزب الجمهوري بفتح تحقيق في الانسحاب الفوضوي من أفغانستان.

اتهامات ودفاع
وسحبت الولايات المتحدة في أغسطس/آب 2021 قواتها من أفغانستان، لتنهي أطول حرب خاضتها واستمرت نحو 20 عاماً وقُتل فيها أكثر من 2400 جندي أمريكي، بحسب الجيش الأمريكي.

ومنذ هذا التاريخ، تواجه إدارة جو بايدن اتهامات عدة بإدارة انسحاب متعجل وكارثي من أفغانستان أفضى إلى سقوط الحكومة الموالية للغرب، وسيطرة حركة طالبان المتطرفة على السلطة.

في المقابل، وزع البيت الأبيض مذكرة في الكونغرس، في أغسطس/آب الماضي، تدافع عن قرار الرئيس جو بايدن بشأن سحب القوات من أفغانستان قبل عام.

وذكر تقرير لموقع "أكسيوس" في حينه، أن المذكرة تفيد بأن تحرك بايدن عزز الأمن القومي من خلال إطلاق سراح عسكريين وأفراد مخابرات مهمين.