في ذكراها الثامنة..

خبيران عسكريان يمنيان يعددان أهمية "عاصفة الحزم"

"أرشيفية"

موسكو

بحلول الذكرى الثامنة لعملية "عاصفة الحزم" التي أطلقها التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن، قال خبيران عسكريان إنها كانت ضرورية ولا تزال.

وبالتزامن من حلول ذكرى العملية التي انطلقت بقيادة السعودية، صعدت مليشيات الحوثي من هجماتها فيما اعتبره الخبراء دليلا على الألم الذي سببته العملية في صفوف المليشيات الانقلابية بعد أن قضت مضاجعهم وهزت كيان المشروع الإيراني في اليمن.

ويعتمد الحوثيون على الدعم الإيراني بشكل كامل، في التسليح والتدريب والتمويل، سواء بشكل مباشر عبر خبراء من فيلق القدس الذراع الخارجية للحرس الثوري أو بشكل غير مباشر عبر مليشيات أخرى مرتبطة بطهران وأبرزها مليشيات حزب الله اللبنانية.

ويرى الخبيران أن التصعيد يثبت أن انطلاق عاصفة الحزم كانت وما زالت ضرورة لردع آلة الموت وإعادة الدولة إلى مسارها الشرعي بعد أن اختطفتها مليشيات الحوثي وحولتها إلى سلاح فتاك ضد الشعب اليمني تحقيقا للأجندة الإيرانية العابرة للأوطان.

فبعد 8 أعوام، أصبح اليمنيون يدركون جيدا أنه لولا عاصفة الحزم لكان البلد الآن في وضع لا يمكن تصوره أقله أن مليشيات الحوثي تجر البلد لخوض حرب بالوكالة ضد الأوطان العربية لصالح النظام الإيراني.

وحث الخبيران دول التحالف العربي على استعادة زخم "عاصفة الحزم" بعد أن ذهبت مليشيات الحوثي لتطوير قدرتها الصاروخية وأصبحت تهدد الملاحة البحرية وتقوض طائراتها المسيرة أمن اليمن وجيرانه بما يسهم في تحقيق ونماء المنطقة والعالم.

تعرية الحوثي
ووفقا للخبير في الشؤون العسكرية اليمنية المقدم وضاح العوبلي فإن مليشيات الحوثي انكشفت بالفعل وتعرّت واتضح للناس دجلها وزيف ادعاءاتها وبشاعة إجرامها عقب 8 أعوام من انطلاق عاصفة الحزم التي ألحقت بها هزائم نكراء.

فدولياً، طبقا للعوبلي، صار المجتمع الدولي اليوم أكثر وعياً بمدى إجرام وانتهاكات مليشيات الحوثي لحقوق الإنسان وارتكابها لجرائم حرب جسيمة، وبنقضها للعهود والمواثيق ومراوغاتها وتلاعبها بالوفاء بالالتزامات والتعهدات.

وقال العوبلي في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن الشعب اليمني على المستوى المحلي أصبح يدرك بعد 8 أعوام من انطلاق عاصفة الحزم أن الحوثيين مجرد مليشيات لا يمكن لها يوماً أن ترتقي إلى مستوى إدارة الدولة.

وأوضح أنه "اتضح للشعب اليمني مزايدات الحوثي بالشعارات، وبعد مصادرته للحريات وإطلاق أيدي أتباعه ومشرفيه على موارد الدولة وعلى أموال التجار والمواطنين، وقطع رواتب الموظفين، وهو ما أدى إلى التضييق المعيشي على كل من يعيشون في مناطق سيطرة الحوثيين".

رأى الخبير اليمني أنه كان واضحاً منذ البداية أن عاصفة الحزم كانت ضرورة وليس ترفاً، بعد أن تمكن الحوثيون من السيطرة على ترسانة الدولة، واستخدموها ضد الشعب اليمني واتجهوا لإسقاط عدد من المحافظات على رأسها العاصمة صنعاء.

عودة روح القوى اليمنية
ووضع انطلاق عاصفة الحزم في 26 مارس/ أذار 2015 حدا لصلف المليشيات وتوقف انتشارها، وأعاد التماسك إلى روح القوى الوطنية وشكلت غطاءً داعماً إلى جانب المقاومة.

كما دعمت عاصفة الحزم، وفقا للعوبلي، إعادة بناء وتشكيل وحدات قتالية أوقفت تمدد الحوثيين وحررت 5 محافظات جنوبية وعددا من المديريات الشمالية في مأرب والجوف وتعز والحديدة.

ويعتقد العوبلي أنه "لولا انطلاق عاصفة الحزم لكان الحوثيون يبسطون سيطرتهم الآن على اليمن وبشكل شبه كامل".

وأعرب العوبلي عن اعتقاده بأنه "بعد ثبوت انعدام النوايا الحوثية تجاه السلام، هناك ضرورة لإعادة تفعيل الزخم الذي انطلقت به عاصفة الحزم وتطوير آلياتها، واعتقد أن هناك فرصة متوفرة الآن لتحقيق انتصارات كبيرة ونوعية، ركيزتها القوة البشرية المتوفرة في معسكرات وجبهات الجيش والمقاومة، بموازاة الغضب الشعبي المتصاعد ضد المليشيات الحوثية في مناطق سيطرتها".

واعتبر العوبلي أن هذه العوامل إذا ما تم تسخيرها وترتيبها بشكل جيد مسنودة بدعم فعّال ومنضبط من قوات التحالف، فإنها "تكفي لإنضاج مفاعيل الحسم العسكري إلى الحد الذي تنصاع معه مليشيات الحوثي للسلام العادل".

تمزق حوثي
في السياق، قال متحدث القوات المشتركة في اليمن العقيد وضاح الدبيش إن الذكرى الثامنة لعاصفة الحزم بقيادة مملكة الحزم والعزم (السعودية) ودولة الإمارات العربية المتحدة تأتي ومليشيات الحوثي تعيش بالفعل حالة من التشتت والتمزق الداخلي والخارجي.

وقال الدبيش في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "الحوثي يعاني من تضييق ومن اشتداد الخناق حوله في ظل تهرب وتنصل إيران الداعم الأول والرئيسي له".

وأوضح أن الحوثي أصبح في زاوية حرجة لا يمكن الخروج منها إلا بالخضوع للسلام ووفق المرجعيات المتفق عليها أو مواجهة الحسم العسكري الذي تقوم الحكومة بالاستعداد له لتنفيذ العقاب بحق هذه المليشيات.

وأضاف أن "المجتمع الدولي راهن كثيرا طيلة 8 أعوام لكن ظل الحوثيون يتلاعبون حتى وصلوا إلى حقيقة وإلى يقين أنه لا يمكن أن تستجيب المليشيات للسلام وأن نهاية الحوثيين هي أول بداية لتحقيق السلام".

وحذر المتحدث العسكري من استمرار سيطرة الحوثيين على معظم صنعاء والمحافظات الشمالية على خطوط الملاحة والتي تمثل تهديدا دائما للأمن والاستقرار في المنطقة والسلام الدولي وأمن الملاحة عموما.

3 مسارات
ولم يخف الدبيش الإجراءات التي تم اتخاذها ويتم اتخاذها للتعامل مع مليشيات الحوثي ويتم دراستها من قبل الحكومة اليمنية والمجلس الرئاسي بمعية التحالف العربي للسير في خطى ثابتة على 3 مسارات سياسية وعسكرية واقتصادية.

وقال إن "المسار السياسي يسير بثبات كبير واستطاع اليمن بعد 8 أعوام لعاصفة الحزم أن يعري مليشيات الحوثي ويغير نظرة العالم والمجتمع الدولي نحو هذه المليشيات".

أما عسكريا، وهو المسار الأهم في تقديره فرأى أن الأيام المقبلة ستكون أكثر سخونة والقوات الشرعية بمختلف تشكيلاتها جاهزة لكل الخيارات وفق مصفوفة واستراتيجيات وآليات مدروسة تتضمن تأثير هذه القرارات على الواقع الميداني.

في هذا الإطار أشار الدبيش إلى التحركات التي يقودها عضو المجلس الرئاسي العميد طارق صالح وبمعية قيادات التحالف العربي ووزير الدفاع في الجبهات النشطة في مسعى لحشد الجهود لمواجهة مليشيات الحوثي.

وأضاف أن "اليوم كل القوات على أتم الجاهزية وقواتنا على أهبة الاستعداد ونحن نترقب جهود السلام وننتظر فرصة إغلاق مليشيات الحوثي فرص التهدئة في وجه العالم".

وأكد امتلاك المجلس الرئاسي بدعم من التحالف قوات احترافية ومدربة تدريب تكتيكي وتدريبات خاصة، قادرة على قلب موازين المعركة في أي لحظة يتم إعلان ساعة الصفر وننتظر من التحالف والمجلس الرئاسي أن يعطي الإشارة الأخيرة والضوء الأخضر للانقضاض على هذه المليشيات.

وعن دور عاصفة الحزم في إنقاذ اليمن من براثن الانقلاب، قال إنه "لولاء عاصفة الحزم لرأينا شعارات الموت تلف اليمن ولوصل تهديدات مليشيات الحوثي المنطقة بأسرها فضلا عن القهر والإذلال اللذين يتعرض لهما شمال اليمن اليوم".

وأوضح "لا يمكن تصور اليمن إذا لم تنطلق عاصفة الحزم لكن أقل ذلك أن اليمن كان اليوم يعيش تحت وطأة العمائم السوداء، ويخضع لأناس يدعون الحق الإلهي باليمن، ولكان البلد طولا وعرضا عرضة لشرذمة تريد العودة بالبلاد الى القرون الوسطى".

وتابع "لا ينكر جميل عاصفة الحزم إلا جاحد ونقدر هذا الدور ونثمن عاليا للقيادة السعودية والإماراتية هذا التدخل العربي الناجح، فقد مثلت قرارا تاريخيا وجاءت بطلب شعبي قبل أن تكون بطلب شرعي قانوني من الرئيس اليمني".