اليمن..

الجبل والساحل.. "جبهة تعز المتقدمة" تثير رعب الحوثي

"أرشيفية"

دبي

فشل جديد سجله الحوثيون في إيجاد اختراق بالحاضنة الشعبية في تعز، ما دفعهم لتكتيك الاغتيالات لإفشال الجبهة المتقدمة بين الساحل والجبل.

تكتيك المليشيات الجديد كشفته المحاولة الفاشلة لاغتيال محافظ تعز اليمنية، نبيل شمسان، بصاروخ حراري أطلقته مليشيات الحوثي في مسعى لضرب رمزية التقارب الذي تشهده تعز الجبل والساحل وتوحد الخطاب والمسار ضد المليشيات في أطراف تعز لتحرير ما تبقى من مناطق المحافظة وكسر الحصار الذي تفرضه المليشيات منذ أكثر من 7 أعوام.

هجوم صاروخي نفذته مليشيات الحوثي الإرهابية في طريق "الكدحة" الرابط بين تعز والساحل الغربي بعد محاولة هجومية نفذتها قبل أيام لقطع الخط أفشلتها القوات المشتركة وسحقت مواقع حوثية في امتداد أكثر من 7 كيلومترات.

كما جاء قبل يوم واحد من ذكرى انطلاق عاصفة الحزم الثامنة، حيث سعى الحوثيون للبحث عن انتصار إعلامي زائف في مسعى لتعزيز معنويات صفوف مقاتليها المنهارة.

ولاقى الهجوم الصاروخي الغادر موجة إدانات حكومية وشعبية وسياسية وبرلمانية باعتباره مؤشر تصعيد خطير يستهدف تقويض فرص السلام ورسالة إلى الخارج حول استعداد مليشيات الحوثي بدء جولة حرب جديدة.

حواجز جغرافية
وتسعى المليشيات الحوثية إلى إعادة الحواجز الجغرافية بين تعز والساحل الغربي قبل الحواجز العسكرية التي تحاول فرضها بهجماتها المتكرره برا وجوا وليس الهجوم الحوثي على مقر محور تعز ببعيد عن هذا التوجه الذي يؤكد كيف تعيش المليشيات رعبا من توحد القوة في الساحل والجبل ضد وجودها في محافظة تعز، وفقا لمراقبين.

وجاء التصعيد الحوثي عقب حراك كبير يشهده الساحل الغربي أكد فاعلية العميد طارق صالح في إعادة ترتيب صفوف المواجهة مع المليشيات الحوثية واعتبار محافظة تعز جبهة متقدمة لهذه التحركات وصولا إلى تحقيق الهدف الأكبر وهو تحرير ما تبقى من تعز وصولا إلى استعادة صنعاء وكل مناطق الشمال التي ترزح تحت سيطرة الانقلابيين.

وهذا ما أكده متحدث المقاومة الوطنية اليمنية العميد ركن صادق دويد من أن "استهداف محافظ تعز محاولة حوثية بائسة وفاشلة لتثبيت الحصار" الانقلابي المفروض منذ 8 أعوام.

وأضاف المسؤول العسكري أن طريق الكدحة التي شيدتها المقاومة الوطنية بدعم إماراتي "حققت انفراجة كبيرة في فك الحصار عن تعز، وفُرضت هذه الانفراجة رغم أنف الحوثي الذي يحاول جاهداً إبقاء تعز محاصرة".

في السياق، قال الناشط السياسي والإعلامي عبدالسلام القيسي إن هجوم مليشيات الحوثي على محافظ تعز ومحاولة اغتياله ياتي بعد إدراك مليشيات الحوثي تحالف الساحل والجبل وتحول تعز إلى جبهة متقدمة.

وقال في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إن هذا الاستهداف الإرهابي المعربد، والذي زادت وتيرته عقب ما قيل إن إيران تمد يدها للسلام، يعطي دلالة عملية على أن مليشيات الحوثي التي تتحرك عسكريا وسياسيا وفق المشيئة الإيرانية، إنما هي رسالة إنذار لكل اليمنيين، وإعلان حرب عليهم أجمعين بمختلف أطيافهم السياسية والاجتماعية.

تصعيد حوثي
إلى ذلك، قال الناشط السياسي اليمني رامز الشارحي إن مليشيات الحوثي رتبت بشكل عال لعملية استهداف ثلاثية شملت موكب المحافظ ووزير الدفاع ورئيس الأركان، حيث استهدفت سيارة المحافظ ما أدى إلى إصابة مباشرة واحترقت بشكل كامل، واستهداف نقاط أمنية وعسكرية في خط الكدحة، حيث رافق ذلك تحليق مكثف للطيران المسير في سماء المدينة. 

وأضاف الشارحي، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إن مليشيات الحوثي تمضي في إجرامها لتثبت لكل العالم أنها مجرد أداة قتل ودمار لا تعترف بالسلام، لافتا إلى أنها جماعة إرهابية وجدت لتقتل وتنهب وتدمر ولا ينفع معها غير المواجهة وتدمير بنيتها العسكرية والعقائدية.

وأكد أنه "أمام اليمنيين مسار واحد يختصر عليهم المزيد من المتاعب، مسار يوحد الجهود ويعيد ترتيب أولويات المعركة وإسقاط مليشيات الحوثي وهو ما تسعى إليه تعز مؤخرا على خطى تصحيح وإنهاء حالة الفشل".

وكانت الحكومة اليمنية اعتبرت استهداف ميليشيات الحوثي الإرهابية، لموكب محافظ تعز في منطقة الكدحة بصاروخ وقذائف هاون ومدفعية، بالتزامن مع التحركات الدولية والأممية للوصول إلى حل سياسي ينهي الحرب التي أشعلتها، يعطي "مؤشرا واضحا على رفضها الصريح لجهود السلام".

وقالت الحكومة اليمنية، إن "مليشيات الحوثي الإرهابية تستغل التراخي الأممي والدولي في ردع هذه الجرائم الإرهابية بتكثيف عملياتها ضد المدنيين والتصعيد العسكري والقضاء على كل فرص الحل السياسي".

وأكدت أن الدولة والحكومة اليمنية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا التمادي والمساعي الحوثية لإطالة أمد الحرب، وتعميق مأساة الشعب اليمني والكارثة الإنسانية الأسوأ في العالم التي تسببت بها.

من جهتها، قالت الأحزاب السياسية اليمنية، في بيان، إن "الطريق إلى إيقاف صلف الحوثي وإرهابه المستدام وفرض خيار السلام العادل لن يتأتى من توسل المجتمع الدولي، إنما من خلال إعادة بناء المعادلة المختلة وتحشيد قوى المشروع الوطني الجمهوري والرهان على الإرادة الشعبية".

الأحزاب السياسية في محافظة تعز أكدت أن الهجمات الإرهابية الحوثية تضع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أمام تحدٍ جديد في مواجهة صلف وتعنت الانقلابيين الساعين مع كل حديث عن الحل إلى تكثيف عملياتهم الإرهابية ضد المدنيين والذهاب إلى التصعيد العسكري للقضاء على كل فرص الحل السياسي.

وفي وقت سابق، السبت، قالت مصادر عسكرية لـ"العين الإخبارية"، إن مليشيات الحوثي استهدفت موكب حكومي يضم محافظ تعز نبيل شمسان ووزير الدفاع اليمني الفريق الركن محسن الداعري ورئيس هيئة الأركان وقيادات من التحالف العربي.

ولاحقا أكدت الحكومة اليمنية أن الهجوم استهدف محافظ تعز نبيل شمسان فيما غادر وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان مناطق الساحل الغربي إلى عدن عقب زيارة ميدانية تفقدية شملت أيضا الجبهات في مسعى لتعبئة المقاتلين ضد الانقلاب.

وقال مصدر عسكري رفيع لـ"العين الإخبارية"، إن الهجوم نفذته مليشيات الحوثي بصاروخ موجه بالتزامن مع تحليق طائرات مسيرة أطلقت قذائف على حاجز تفتيش ما أدى لمقتل جندي وإصابة 2 آخرين فيما نجا المسؤولون الحكوميون من الهجوم الذي وصف بـ"الغادر".