اليمن..

عاصفة الحزم في الذكرى الثامنة.. كابوس بدد أوهام الحوثي

"أرشيفية"

القاهرة

وجه انطلاق عاصفة الحزم بقيادة السعودية ضربة قاصمة للمشروع الإيراني في اليمن ووكلائه الحوثيين، وذلك بعد أن تبددت أوهام السيطرة على ربوعه.

فقبل 8 أعوام، وتحديدًا فجر الـ26 من مارس/آذار 2015، بدأ التحالف العربي عملياته العسكرية لنصرة الشعب اليمني الذي كان حينها يتعرض لاجتياح مليشيات الحوثي في غالبية محافظات البلاد شرقا وغربا وجنوبا وشمالا.

آنذاك، استقبل اليمنيون نبأ التحرك العسكري بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة بترحاب كبير، بعد أن كانت غطرسة المليشيات وجحافلها التي تتمدد لتبتلع كل البلاد قد أفقدت الملايين أدنى أمل باستعادة دولتهم أو حتى جزء منها.

دوي انفجارات وأصوات طائرات تملأ الآفاق مثلت مفاجأة قلبت معادلة الواقع برمتها، في لحظةٍ كانت مليشيات الحوثي المدعومة من إيران تعد الساعات مندفعةً بثقة لابتلاع ما تبقى من أراضٍ خارج سيطرتها.

وشكلت تلك الليلة كابوسا مرعبا لمليشيات الحوثي التي لم تدرك وقتها كيف أمطرت السماء عليها فجأةً صواريخ محكمة الدقة، بينما كانت تتهيأ لإعلان سيطرتها على البلاد برمتها، وعندما انتصف الليل كان التحالف قد بدأ إذاعة بيان "عاصفة الحزم".

وأورد بيان التحالف العربي وقتها، تفاصيل شاملة عن العملية التي جاءت تلبية لطلب من الحكومة الشرعية في اليمن، في أعقاب فشل الجهود الدولية والإقليمية لاحتواء الأزمة بعيدًا عن فوهات المدافع. 

ضربة قاصمة
وبدأت العمليات الجوية الواسعة النطاق، في وقت كانت طلائع المليشيات الحوثية الغازية تدفع أرتالها العسكرية نحو محافظات جنوب البلاد، عند نقاط محورية في محافظتي لحج والضالع بغرض الوصول إلى عدن، غير أن الغارات الجوية مثلت صدمة للحوثيين حينها، ما دفعهم لاتخاذ احتياطيات أخرى خارج الخطة المعدة مسبقا لإسقاط عدن. 

وشكلت العملية العسكرية للتحالف العربي "عاصفة الحزم" ضربة قاصمة لإيران التي كانت تترقب سقوط اليمن برمته في أيادي وكلائها في اليمن، حيث أخذت العاصفة أبعادًا أوسع عندما أنقذت اليمن من مشروع إيران وحالت دون تحوله إلى دولة رابعة تسقط بيد طهران، كما قال قادتها ليلة سقوط صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول 2041.

وخلفت الغارات الجوية خسائر بشرية ومادية هائلة تجرعها الحوثيون الذين كانوا قاب قوسين أو أدنى من بلوغ طموحاتهم المدفوعة بالأجندة الإيرانية، قبل أن تأخذ العمليات مسارين متوازيين، برًا وجوًا لتعزيز المكاسب والانتصارات.

السهم الذهبي
في صباح رمضاني، أعاد لساكني عدن الأمل؛ بعد أشهر من الهجمات المميتة وحياة التشرد والنزوح، جراء الغزو الذي تعرضت له المدينة مطلع مارس/آذار 2015، اُعلن في 14 يوليو/تموز عن انطلاق عمليات تحرير عدن بدعم من التحالف العربي.

وتصدر تلك العمليات قوات الواجب الإماراتية، والتي بدأت عمليات انزال بري في محافظة عدن، إيذانًا بانطلاق عملية "السهم الذهبي"، العملية التي فتحت آفاق الانتصارات على مصراعيها ابتداء من عدن مرورا بالمحافظات المجاورة.

وكان اليمنيون، من أقصى البلاد إلى أقصاها، على موعد مع خبر الانتصار الذي زُف من عدن يوم 17 من يوليو/تموز 2015، عندما سيطرت قوات التحالف والمقاومة الجنوبية على مطار عدن، وأجزاء واسعة من محافظة عدن التي تحولت فيما بعد إلى مُنطلق للعمليات العسكرية في مختلف المحافظات التي أضحت محررة اليوم.

واليوم، مع طي 8 أعوام منذ انطلاق عمليات عاصفة الحزم، يكون التحالف قد استطاع إبقاء اليمن في حاضنته العربية من خلال إسهاماته الناجزة طيلة هذه السنوات وما تمخض عنها من تشكيل قوات يمنية مدربة أصبحت قادرة على مواجهة المشروع الحوثي والدفاع عن اليمن بمساندة أشقائه.