صحف..

عزلة الحوثي في ليلة الفرح اليمني.. إسكات "صرخة الموت" بصنعاء

"أرشيفية"

الرياض

لطالما غيرت الرياضة معادلة السياسة، خصوصا لذوي الحسابات غير الدقيقة، مثل جماعة الحوثي في اليمن، التي عاشت قياداتها أزمة حقيقية مؤخرا.

أزمة المليشيات بدأت مع اقتراب مباراة نهائي كأس غرب آسيا للناشئين، التي انتهت بفوز يمني على المنتخب السعودي المضيف بركلات الترجيح، والتتويج بالبطولة لأول مرة في تاريخ البلاد.

ومع الزخم الشعبي غير المسبوق الذي شهدته المباراة النهائية والحضور الجماهيري الكبير للجالية اليمنية في السعودية، كان واضحا حجم العزلة التي عاشتها مليشيات الحوثي كطرف إرهابي، يختلف فكرا وممارسة عن كل اليمنيين.

ففي بدايات اللقاء الكروي أكد القيادي بوزارة الخارجية في حكومة الانقلاب الحوثي "حسين العزي" هذه العزلة التي حشرت فيها مليشيات الإرهاب الحوثية، وذلك من خلال تدوينة على حسابه في موقع "تويتر" خوّن فيها لاعبي المنتخب والمدرب والفريق الإداري، متهما إياهم بـ"بيع المباراة وتعمد جلب الهزيمة".

لكن نتيجة المباراة وفوز المنتخب اليمني وجه صفعة كبيرة للرجل، عمت صدمتها صنعاء، وقادة المليشيات، وأسكتت "صرخة الموت"، وعقدت حسابات الجماعة الانقلابية في إدارتها لحشود اليمنيين في العاصمة "المغتصبة".

شعارات يمنية تسكت "الصرخة"
وعززت احتفالات اليمنيين في صنعاء من أزمة حشر الحوثيين في زاوية مظلمة؛ حيث غابت صرخة المليشيات التي حاولت تكريسها طيلة 7 أعوام من القمع والإرهاب، وفرضها بقوه السلاح، لتعلو في شوارع صنعاء، شعارات يمنية خالصة تعتبرها المليشيات تمثل خصومها.

وتستخدم مليشيات الحوثي شعار الموت أو كما يصفها اليمنيون بـ"صرخة الخميني" التي كرسها في إيران، رمزاً وشعارا رئيسيا، يعبر عنها في كل تجمع ولقاء، وحتى في جبهات القتال.

وكشفت مصادر سياسية في صنعاء لـ"العين الإخبارية" عن توجيهات لوزير داخلية الحوثيين المدعو "عبد الكريم الحوثي"، بحصر التجمعات الجماهيرية المبتهجة بالفوز اليمني داخل ملعب أحد أندية صنعاء، إلا أن قيادات القطاعات الأمنية التابعة للمليشيات أكدت استحالة السيطرة على الشارع في أوج فرحته.

وقالت المصادر إن القيادات الحوثية تلقت، فجر الثلاثاء الماضي، تقييما أمنيا عن الاحتفاء الجماهيري بتتويج المنتخب اليمني بكأس غرب آسيا، يفيد بأن عدم توجيه الحضور في ملعب نادي الوحدة، وإدارة هتافاتهم يعد فشلا صريحا لقيادات الأمن والمخابرات، ومشرفي المليشيات بأمانة العاصمة، وكوادر وزارة الرياضة الحوثية.

وانتقد التقييم الأمني الحوثي غياب ما يسمى "الصرخة" والشعارات والهتافات التي تعادي "التحالف العربي"، وكذلك غياب من يسمونهم "المجاهدين"، وهو الاسم الذي تطلقه المليشيات على عناصرها ومقاتليها عن إدارة المشهد.

وكانت الجماهير اليمنية الهادرة التي تجمعت في ملعب نادي الوحدة بصنعاء، لمتابعة مجريات اللقاء الكروي بين اليمن والسعودية، قد رددوا هتافا واحدا وهو "بالروح بالدم.. نفديك يا يمن"؛ وهو شعار رفع في صنعاء إبان الاحتجاجات ضد الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، وأنصاره، وضد الحوثيين في انتفاضة 2 ديسمبر/كانون الأول 2017.

ووقف آلاف اليمنيين داخل ملعب نادي الوحدة، وعلى المدرجات لمشاهدة المباراة النهائية لكأس غرب آسيا، مساء الإثنين، في أجواء باردة، تحت درجة حرارة أقل من الصفر، حيث تم نصب شاشات عملاقة لمتابعة اللقاء، الذي أشعل احتفالات يمنية في كل المحافظات وبين الجاليات اليمنية خارج البلاد.

متاجرة مفضوحة
وفي محاولة مكشوفة لركوب موجة المناصرة للفوز اليمني خرج وزير رياضة حكومة الانقلاب -غير المعترف بها- ورجل الدين المتطرف طائفيا محمد حسين مجد الدين ليحشر زعيم مليشيات الحوثي، في الإعداد للمنتخب، متحدثا عن دعم قدمه زعيم المليشيات للمنتخب، ضمن متاجرة مفضوحة دأبت عليها الجماعة الإرهابية.

وعاد القيادي الحوثي حسين العزي الذي استبق الفوز بمهاجمة المدرب والفريق الفني والإداري واللاعبين، أدراجه ليشيد بدور المدرب ومساعده، في اختيار الناشئين المناسبين من كافة المحافظات.

وضمن تسلل للدخول في أجواء الاحتفاء اليمني الذي عزل المليشيات، عن المشهد تحدث الوزير الانقلابي عن توجيهات بإعداد احتفاء خاص بالفريق اليمني الناشئ، وهي محاولة فاشلة لاستدراك الهزيمة المعنوية، التي ألحقها الإجماع اليمني شعبيا ونخبويا بالمليشيات، حين حشرها في مساحة هامشية.

وكانت مدينة مأرب شهدت إطلاق المليشيات الحوثية صاروخا باليستيا لحظة احتفال أبناء المدينة في الشوارع، بفوز المنتخب اليمني، بالكأس للمرة الأولى في تاريخه.

وبرهن هذا السلوك الحوثي المتوحش أن هذه المليشيات تعيش خارج إجماع اليمنيين واهتماماتهم وأفراحهم ومناسباتهم، وأن العزلة التي عاشتها هي العنوان الأبرز لتواجدهم في محافظات اليمن بقوة السلاح، وليس بقبول اليمنيين بالحوثي وعصابته، بحسب نشطاء وسياسيين يمنيين.

واعتبر نشطاء أن الاحتفاء اليمني الكبير بفوز فريق الناشئين بكأس غرب آسيا رسالة لمليشيات الحوثي، وكل جماعات الإرهاب والعنف، أن الذات اليمنية حاضرة ولن تستطيع أي جماعة أو مليشيات هدمها مهما كانت همجية بطشها وجبروتها بحق الشعب اليمني.