موقع تويتر..

#يوم_الهاشتاغ الفكرة التي غيّرت مناطق النفوذ

"أرشيفية"

فرنسا

احتفل مستخدمو تويتر حول العالم الاثنين بالعيد الرابع عشر للهاشتاغ الذي ظهر لأول مرة على تويتر في عام 2007 ضمن هاشتاغي #يوم_الهاشتاغ و#HashtagDay.

ويعتبر موقع تويتر المكان الذي يقصده الناس للتعرف على ما يدور من حولهم من أحداث ومواضيع رائجة، والتواصل مع أشخاص لديهم نفس الاهتمامات من جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى تسليط الضوء على مختلف القضايا. ويعود الفضل لقوة تأثير المحادثات والحركات الاجتماعية على تويتر للهاشتاغ.

ومنذ أربع عشرة سنة، وفي الثالث والعشرين من أغسطس تحديداً، غرّد كريس ميسينا مستخدماً هاشتاغ #barcamp، وكانت تلك المرة الأولى على الإطلاق التي يتم فيها استخدام الهاشتاغ في التغريد. وجاءته فكرة استخدام هاشتاغ من غرف الدردشة التي كانت تحمل رمز الجنيه أمامها، وقرَّر طرح الفكرة على موقع تويتر، إلا أن الشركة قالت له إنه أمر “أحمق”، وإنها لن تتبناه أبداً. ولم يستسلم ميسينا، وبدلاً من ذلك، بدأ يطلب من أصدقائه أن يُجرِّبوا استخدام الهاشتاغ.

وانتشرت الفكرة، وفي العام 2009، أضاف موقع تويتر خياراً للمستخدمين يمكّنهم من البحث عن هاشتاغات. وقبل اختراع الهاشتاغ كان تويتر “موقعا متخلفا” يصيبك بالملل، حسب وصف المستخدمين حينذاك.

وأكد ميسينا أن المستقبل للهاشتاغ، واستدل على ذلك بأننا إذا نظرنا حولنا اليوم في أي وقت وأي مكان سنرى علامة هاشتاغ حولنا على منتجات استهلاكية أو في حدث مهم أو لأجل حملات ترويجية أو حملات إنسانية، ما يؤكد أن الهاشتاغ أصبح جزءا من حياتنا اليومية.

ويملك الهاشتاغ قوة لا يمكن إنكارها، فهناك هاشتاغات يمكنها تحريك الأسواق أو إقصاء سياسيين أو تدمير شركة ما أو حتى إشعال الثورات.


وعندما انطلق موقع إنستغرام في العام 2010، بدأ المستخدمون في تصنيف الصور باستخدام الهاشتاغ، واعتمد فيسبوك الفكرة في العام 2013.

وفي حين أن بعض المستخدمين يريدون أن يتفاخروا ببساطة على الشبكات الاجتماعية، يستخدم آخرون تلك الأداة متعددة الجوانب والاستخدامات من أجل التغيير، وهو ما تُطلق عليه بعض وسائل الإعلام مصطلح “نشاط الهاشتاغ”.

وعلى الرغم من أنه يوجد الآن عدد لا يُحصى من الهاشتاغات، لم يكسب ميسينا ولو 10 قروش من فكرته.

وقال “أنا لم أبتكر تلك الفكرة من أجل تويتر”، وأضاف “لقد ابتكرت تلك الفكرة للإنترنت، وأردت لأي شخص يكتب نصاً على الإنترنت أن يتمكّن من المشاركة في المحادثة العالمية”.

وتطورت طريقة استخدام الهاشتاغات حيث انتقلت من كونها وسيلة لتصنيف التغريدات أو “وضع علامة عليها”، لتصبح جزءاً من المحادثات اليومية على المنصة، وغيرت من طبيعة تواصل الأفراد على الإنترنت، وأصبحت واحدة من أكثر الرموز تأثيراً في العصر الرقمي الحديث.

واحتفالاً بتأثير الهاشتاغ في تشكيل المحادثات وبناء مجتمعاتٍ يتحد فيها الملايين من الأشخاص من جميع أنحاء العالم، أطلق تويتر رمزاً تعبيرياً خاصاً بـ #يوم_الهاشتاغ، والذي أتيح بعدة لغات منها العربية.

ويؤكد خبراء أن الهاشتاغ نجح في معالجة مرض التجاهل في الوعي الجماعي، كما نجح في تغيير القوانين وأصبح اليوم قوة حقيقية لإحداث التغيير وتسليط الضوء على قضايا لم تكن معروفة سابقا، وتعميق المناقشات وتمكين مواطني العالم أجمع من التوحد وتفعيل التغيير بطرق متعددة.

ومن المثير للاهتمام أنّ قدرة الهاشتاغ، بوصفه وسيلة للتغيير أثبتت نجاعته أكثر بكثير من مليارات الدولارات من المعونة أو الحرب، في أركان كثيرة من العالم. ويقول خبراء إن الهاشتاغ تحول إلى واحد من أهم مؤشرات الرأي العام وطرق قياسه.

ولا يقل مبدأ “وحدة الهاشتاغ” قوة عن التجمع الجسدي والفعلي لمجموعة من الناس في مكان واحد. كما أنّ له القدرة على التثقيف والإصلاح والحض على التغيير من خلال القوة المجردة للأصوات المرتفعة عبر الإنترنت.

وتقول ريتو شارما الناشطة في مجال حقوق الإنسان وهي أميركية من أصل هندي، “أدرك جيدا أنّ وسائل التواصل الاجتماعي وحدها لن تحل جميع مشاكل العالم. ولكنها نجحت، بمحض الصدفة ودون قصد في ترسيخ الديمقراطية والتعليم والعدل في بعض المناطق في العالم”.

وتؤكد كاثرين سلادن، مديرة الحملات في “تشينج.أورغ”، أن “فكرة نجاح هاشتاغ ما ليست من الضرورة أن تُقاس بنتيجة ثابتة، إنها تساعد على تحريك ورفع مستوى الوعي لقضية معينة، كما يمكن أن تساعد على إحداث التغيير”.

الهاشتاغ يملك قوة لا يمكن إنكارها، فهناك هاشتاغات يمكنها تحريك الأسواق أو إقصاء سياسيين أو تدمير شركة ما أو حتى إشعال الثورات

وأوضحت سلادن أيضاً أن فوائد الهاشتاغ وحملات الإنترنت أحياناً لا تنعكس من خلال النتائج الفورية لتلك الحملات فقط، ولكن كيفية عمل الحملات في المساعدة على تعبئة الأفراد في مجموعات من نفس التفكير. وتؤكد أن “معظم الناس العاديين لا يملكون أعمدة صحف أو برامج تلفزيونية، أو أماكن للتعبير عن آرائهم. موقع تويتر والحملات على الإنترنت هي وسيلة سهلة لتنظيم الوصول للهدف المشترك. هذا ما ينبغي أن يكون. بناء مجتمعات حيث يشعر الناس بالدعم في حملتهم أو قضيتهم”.

وأياً كانت الانتقادات السلبية بخصوص “نشاط الهاشتاغات”، ليس هناك شك أنّ للهاشتاغ تأثيرا كبيرا على المشهد العالمي. فقبل أربع عشرة سنة، لم يكن لهذا الرمز الصغير معنى لكثيرين، ولكنه الآن يلعب دوراً رئيسياً في الأحداث التاريخية الهامة ويساعد النشطاء من خلفيات متنوعة لحشد الدعم.

ويقول خبراء إنه "من الواضح أنه في المستقبل القريب على الأقل، سوف يستمر الهاشتاغ في احتلال مكانة بارزة في عالم مواقع التوصل الاجتماعي".