وزير الثقافة المغربي..

الأوساط الصحافية تستعيد «زلات» وأخطاء الحسين عبيابة

وزير الثقافة المغربي

برلين

استعادت الاوساط الصحافية في المغرب «زلات» وزير الثقافة المغربي الحسين عبيابة الذي أقيل من مهامه الحكومية مساء أول أمس الثلاثاء. وقالت منابر اعلامية إن الجهات العليا، في إشارة إلى القصر الملكي، لم تكن راضية عن أداء الوزير حسن عبيابة منذ مدة طويلة، بسبب الأخطاء الجسيمة التي راكمها منذ استوزاره في التعديل الحكومي.

وقالت إن قرار إعفاء عبيابة وزير الثقافة والشباب والرياضة والناطق الرسمي باسم الحكومة، كان يتأجل كل مرة، إما من أجل إعطائه فرصة أخرى وإيجاد الأعذار له بدعوى دهشة البداية، ومرة بسبب أن الولاية الحكومية لم يبق لها الكثير، قبل موعد الانتخابات التشريعية في 2021 وتعيين حكومة جديدة. إلا أن أخطاءه تجاوزت كل التوقعات، حيث أصبح يشكل مشكلة للحكومة، لا بد من التعامل معها بجدية، وهو ما جعل رئيس الحكومة سعد الدين العثماني «يبادر» إلى اقتراح بديل له.

بعد إقالة القصر الملكي لوزير الثقافة والناطق باسم الحكومة المغربية

وقال موقع «الأيام 24» إن الحسين عبيابة دشن أول ظهور له في شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي أمام وسائل الإعلام بصفته الناطق الرسمي للحكومة، بتصريح أفسد الفرصة الأولى لمد جسر التواصل مع المغاربة، وهو المكلف بالحديث نيابة عن كل وزراء الحكومة وسرد المعطيات والأرقام وكل ما نوقش في المجلس الحكومي الأسبوعي، إذ «جاء إلى قاعة الندوات مرتبكا وغير معتاد على هذا النوع من اللقاءات، وكان ذلك جليا في طريقة تجميع الأسئلة ونهجه في تقديم الأجوبة، وفي جوابه على سؤال لمراسل وكالة رويترز حول معدل النمو المتوقع أنه لم يقدم رقما أو معطيات اقتصادية، بل أجاب قائلا: «الله يعطينا الشتا»، وهنا أدرك الصحافيون أنهم أمام سياسي لا يتقن فن التواصل والخطابة.


وفي شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من السنة الماضية، أخطأ في نطق اسم الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، فخلال مشاركته في مهرجان «شنقيط» للمدن القديمة في موريتانيا، سمى الرئيس الموريتاني بـ«ولد الشيخ العزوزي»، ما خلف استياء لدى الحاضرين وكاد يتسبب بأزمة دبلوماسية مع نواكشوط،.كما كان محل سخرية في مواقع التواصل الاجتماعي بسبب نطقه لاسم فيروس كورونا وأسماه «كورونيا» والارتباك الملحوظ الذي رافق ظهوره في جلسة الأسئلة الشفوية في مجلس النواب، حيث شرع في تلاوة جواب لا يتعلق بالسؤال المطروح عليه، وعندما نبهه البرلمانيون إلى ذلك، رفض الجواب على السؤال الموجه إليه متحججا بكونه لا يتوفر على جوابه ضمن الأجوبة التي أعدت له سلفا.


وأصدر يوم الإثنين الماضي بلاغا بخصوص تغطية مراسلي المنابر الصحافية الأجنبية، قال إن مديرية الاتصال التابعة لعبيابة رصدت «عددا من التجاوزات والمخالفات المهنية من طرف بعض مراسلي المنابر الصحافية الأجنبية المعتمدة في المغرب، خاصة في ما يتعلق بتغطية تطورات وتداعيات وباء كورونا المستجد»، ما وضع المغرب في مرمى نيران الصحافة الأجنبية، خاصة منها الإسبانية التي قابلته باستياء ورفضت اتهامات عبيابة.
وقال الموقع إن من الأخطاء القاتلة التي سرعت بإعفاء عبيابة الأداء الضعيف الذي أبانت عنه كل القطاعات التي يشرف عليها سواء في قطاع الشبيبة والرياضة أو قطاع الثقافة في المجهود الوطني لمواجهة وباء فيروس كورونا، حيث لم تقم هاته القطاعات بأي مجهود سواء على المستوى المركزي أو الجهوي 

وذلك لحصاره لكل المبادرات داخل الوزارة، وعدم توفيره للاعتمادات المالية والتشجيع لأي فكرة، وكان حريا بهاته القطاعات أن تقوم بدور تحسيسي كبير في مواجهة فيروس كورونا، نظرا للإمكانيات البشرية واللوجيستية التي تتوفر عليها. ودخوله في صدام مع المجلس الوطني للصحافة وسماحه لمستشار في ديوانه بأن يصدر بلاغا موقعا باسمه يرد من خلاله على حوار لرئيس المجلس الوطني، في سابقة غير معهودة لدى مستشاري الدواوين، أعطى الانطباع لدى العديد من المتتبعين بأن هناك جهات في السلطة غير متعاطفة مع تجربة إنشاء المجلس. كما قام عبيابة بإصدار قرار أوقف من خلاله نشر الجرائد الورقية بسبب جائحة كورونا من دون استشارة المجلس أو فيدرالية ناشري الصحف في المغرب.


كما دخل في مواجهة علنية مع نقابة المسرحيين، وصلت إلى مستويات غير معهودة، إثر تصريحات قدمها الوزير تحت قبة البرلمان تحتقر العمل المسرحي في المغرب، بدل أن تعمل على تشجيعه، حيث اعتبر أن المسرحيات المغربية تعرض أمام مقاعد فارغة ولا تجلب الجمهور، وهو ما أثار حفيظة المسرحيين ومعهم كل مهنيي فنون الفرجة.