تصاعد حرب العصابات داخل النظام الإيراني وسط الأزمات: حملة لإقالة بزشکیان
تصاعد حرب العصابات داخل النظام الإيراني وسط الأزمات: حملة لإقالة بزشکیان

على الرغم من محاولات النظام الإيراني للتغطية على أزماته الداخلية العميقة بإثارة التوترات وحالة الحرب، تتصاعد حرب العصابات الداخلية بشكل لافت، حيث تركزت مؤخراً حول هاشتاغ يدعو إلى استجواب وإقالة الرئيس مسعود بزشكيان

تصاعد حرب العصابات داخل النظام الإيراني وسط الأزمات: حملة لإقالة بزشکیان
على الرغم من محاولات النظام الإيراني للتغطية على أزماته الداخلية العميقة بإثارة التوترات وحالة الحرب، تتصاعد حرب العصابات الداخلية بشكل لافت، حيث تركزت مؤخراً حول هاشتاغ يدعو إلى استجواب وإقالة الرئيس مسعود بزشكيان. وتنتقد الحملة، التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، عجز الحكومة بعبارات مثل “لا كهرباء، لا ماء، لا دواء”، وتهكمت على حلول الحكومة التي تمثلت في تعطيل المدارس والإدارات.
في المقابل، شنت العصابة المنافسة هجوماً عنيفاً على هذه الحملة، ووصفتها بأنها “خيانة” للوحدة الوطنية.
وكتبت صحيفة “سازندكي” الحكومية في 7 يوليو: “أطلق تيار معين حملة لإقالة بزشكيان. هذا الإجراء لا يتعارض فقط مع الظروف الحساسة للبلاد، بل يمكن أن يلحق ضرراً جسيماً بالوحدة الهشة للمجتمع في هذه المرحلة الحرجة”.
من جهته، قال حشمت الله فلاحت بيشه، الرئيس السابق لإحدى لجان البرلمان، لنفس المصدر: “في ذكرى الانتخابات الرئاسية، تم تداول رسائل نصية تحمل عنوان ضرورة رحيل بزشكيان… إن مشروع الضغط على الرئيس هو برنامج مصمم مسبقاً، يتم تنفيذه الآن باستخدام أدوات مثل الرسائل النصية والشبكات الاجتماعية وبعض وسائل الإعلام”.
وبدوره، كتب موقع “تابناك”، التابع للقيادي في حرس النظام الإيراني محسن رضائي، في 7 يوليو: “هناك تيار بدأ يهمس منذ يوم التنصيب بفكرة الحكومة غير المكتملة، ويستغل كل ذريعة لإثارة موجة من الدعوات لإقالة الرئيس وعدم كفاءته. والأكثر خيانة من ذلك، أن هذه المجموعة الخائنة تطلق هاشتاغ الإقالة في ظروف الحرب وتدفع بمشروع الفوضى وغياب الدولة”.
في خضم هذه الصراعات، نقل موقع “خبر أونلاين” عن بزشكيان قوله خلال اجتماع في محافظة جيلان: “لقد فوضنا جميع صلاحياتنا إلى المحافظين. المحافظون هم ممثلو رئيس الجمهورية في المحافظات، حتى إذا قُتلنا، لا تتعطل شؤون الناس، ويستطيع كل محافظ إدارة ظروف محافظته على النحو الأمثل بصفته رئيساً للجمهورية”.
وأضاف بزشكيان أن هذه الصلاحيات مُنحت للمديرين “للعمل ضمن إطار السياسات العامة للولي الفقيه (خامنئي) وقانون البلاد”.
يرى المراقبون أن هذا التصعيد الحاد في الصراع بين عصابات النظام ليس مجرد خلاف سياسي عابر. فبعد التوترات العسكرية الأخيرة، وبدلاً من أن تنجح محاولات النظام في توحيد الصفوف الداخلية، أدت الضغوط المجتمعية المتزايدة والمطالبات الشعبية بتوفير أبسط الخدمات الأساسية إلى تعميق الانقسامات. هذه الضغوط الداخلية، التي يعجز النظام عن احتوائها، فجّرت الصراع على السلطة في قمة هرم النظام، حيث تسعى كل عصابة إلى إلقاء اللوم على الأخرى وتحميلها مسؤولية الفشل. وبالتالي، فإن معركة إقالة الرئيس في هذا التوقيت الحرج هي مؤشر واضح على أن الأزمات المتراكمة، وخاصة السخط الشعبي، قد دفعت بالصراعات الداخلية بين أجنحة السلطة إلى مرحلة خطيرة ومكشوفة للجميع.