صحف..
بين المغرب والجزائر.. قطيعة مستمرة أم بوادر حلحلة؟

"أرشيفية"
لأن المصيبة تجمع، أحدث زلزال المغرب المدمر خرقاً في جدار القطيعة الدبلوماسية بين المغرب والجزائر والمستمرة منذ أكثر من عامين، ليرتفع منسوب التكهنات في انعطافة ما قد تطرأ على العلاقات الثنائية المتوترة.
فمنذ اللحظة الأولى استنفرت الجزائر وأعربت عن تضامنها مع البلد المنكوب الذي ضربه زلزال في 8 سبتمبر/أيلول الحالي وفتحت مجالها الجوي لنقل المساعدات الإنسانية إليه، من مواد إغاثة طبية وغذائية وملابس ومأوى، كما أرسلت فرق إنقاذ وأطباء وعاملين في مجال الإغاثة للمساعدة.
في المقابل أشاد المغرب بموقف الجزائر التضامني معلنا عن أنه "ينم عن مشاعر الأخوة والإنسانية".
غير أن الفرصة الاستثنائية لم تجد طريقها إلى الترجمة الفعلية حتى الآن، ولا تزال المخاوف في أن تلقى مصير سابقاتها من المبادرات واردة جداً. فخلال حرائق الغابات المتكررة في الجزائر خلال السنوات الماضية والتي أسقطت عدداً كبيراً من القتلى عرض المغرب المساعدة لكن جارته تجاهلت ذلك علنا.
كذلك، لم تنجح مبادرة ملك المغرب، محمد السادس، تجاه الجزائر في تقليص هوة الخلافات بين الدولتين رغم تمنيه في يوليو/تموز الماضي خلال الاحتفال بالذكرى الرابعة والعشرين لجلوسه على العرش "عودة الأمور إلى طبيعتها" بين البلدين، وفتح الحدود مضيفاً أن المغرب لن يكون أبداً مصدراً لأي شر أو سوء للجزائر.
وتعود أسباب الخلافات بين الجارتين إلى عام 1963 بسبب قضية الصحراء الغربية على وجه الخصوص، إضافة إلى وجود خلافات سياسية واقتصادية تتعلق بالتجارة والحدود المغلقة منذ عام 1994 بينهما.
عوامل ايجابية وعوامل سلبية
وأشارت مصادر مطلعة لـ"جسور" الى أن إنهاء القطيعة بين المغرب والجزائر يعتمد على عوامل عديدة، بما في ذلك إرادة قادة البلدين وموقفهما من الخلافات السياسية بينهما.
وفي حين اعتبرت المصادر أن الزلزال قد يمثل فرصة لتحسين العلاقات وتخفيف التوتر السياسي بين الجارتين في المستقبل رجحت، أن لا يؤدي ذلك من الناحية الواقعية إلى إنهاء القطيعة بينهما بشكل كامل بل سيظل الخلاف حول الصحراء الغربية عائقًا أمام المصالحة الشاملة إضافة إلى أسباب أخرى.
وأضافت المصادر أن أبرز الأسباب يعود إلى عدم وجود إرادة سياسية كافية للمضي في هذا الاتجاه، مخافة أن تضعف أي مبادرة موقفهما في النزاعات السياسية بما في ذلك الخلاف حول الصحراء الغربية.
وأخفقت وساطات عربية وأجنبية سابقة في إعادة المياه إلى مجاريها رغم أن تاريخ العلاقات الجزائرية - المغربية، يؤكد وجود علاقات قوية ربطتهما في السابق من علاقات حسن الجوار ووحدة الدين واللغة إضافة إلى العادات والتقاليد بين سكان المناطق الحدودية للبلدين.
وأعلنت الجزائر قراراً أحادياً بقطع العلاقات مع المغرب مع دخول العلاقات الثنائية المتوترة مرحلة حرجة في ديسمبر/كانون الأول 2020 عند إعلان المغرب تطبيع علاقاته مع إسرائيل مقابل اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المملكة على أراضي الصحراء الغربية.
ومع ذلك، تبقى فرصة تحسين العلاقات الدبلوماسية وتعزيز التفاهم بين الجزائر والمغرب واردة، عبر اللجوء إلى الحوار والتفاوض وحل الخلافات بالطرق السلمية.