روسيا تؤكد على أنها ستمدد قيود التصدير الطوعية

تحسن مرتقب في نمو إمدادات النفط العالمية

السر في الصنبور الذي يقوم بكل شيء

سنغافورة

هيمن التفاؤل على أكبر تجمع في آسيا لتجّار صناعة النفط والمدراء التنفيذيين بأن الإمدادات العالمية تتجه إلى التعافي خلال الفترة المقبلة وسط استقرار في الأسعار.

وتوقع راسل هاردي الرئيس التنفيذي لشركة فيتول أكبر شركة مستقلة لتجارة النفط في العالم، الاثنين، تحسن الإمدادات العالمية خلال الأسابيع الستة أو الثمانية المقبلة بسبب صيانة المصافي، لكن إمدادات الخام عالي الكبريت ستظل منخفضة.

وقال هاردي خلال مؤتمر أبيك إن “الاقتصادات المنتجة للخام عالي الكبريت ستظل في وضع أفضل من الاقتصادات المنتجة للخام منخفض الكبريت بفضل التخفيضات التي تطبقها مجموعة أوبك+ وعدم وجود كميات كافية من الخام عالي الكبريت لتداولها”.

وأضاف “بفضل تخفيضات أوبك+ لا توجد إمدادات كافية (من الخام عالي الكبريت) لكل هذه المصافي في الهند والكويت وجازان وعُمان والصين”.

وتابع “يريدون جميعا شراء نفط عالي الكبريت، لكنه ليس من إمدادات الغرب وإنما يأتي بشكل أساسي من الخليج العربي. يوجد الكثير من العملاء لكن لا توجد مواد كافية”.

ومع أن أسعار خام برنت ظلت “مستقرة” وتراوحت بين 72 و88 دولارا للبرميل لنحو عام، لكن هاردي أكد أن تقلب الأسعار يأتي من سوق المنتجات وليس الخام.

وقال إن “التقلب يأتي من المنتجات لأن الطاقة الإنتاجية للتكرير محدودة للغاية. أغلقت الكثير من المصافي خلال جائحة كوفيد والغرب لا يملك القدرة على تصنيع المنتجات التي يحتاجها بينما تتجه الصادرات الروسية إلى آسيا الآن”.

ولم يشهد سعر خام غرب تكساس الوسيط تغيراً كبيراً، وظل فوق عتبة 85 دولارا للبرميل بعد الارتفاع الأولي الذي اقتنصته السوق مع بدء تداولات الأسبوع الحالي.

وتعافت الأسعار في الشهرين الماضيين وتجاوزت 80 دولارا للبرميل بعدما قرر تحالف أوبك+، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجين مستقلين منهم روسيا، زيادة تخفيضات الإمدادات.

ويأتي هذا الهدوء بعدما وصلت الأسعار إلى أعلى مستوياتها منذ نوفمبر الماضي، في ظل توقعات تراجع المعروض في السوق بسبب تخفيضات الإمدادات من قبل قادة أوبك+.

وزادت فروق أسعار الخامات المعيارية بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة، بما في ذلك فرق سعر العقود الفورية لخام غرب تكساس الوسيط، ما يشير إلى تراجع الإمدادات في السوق.

كما قفزت العقود المستقبلية للخام المعياري الأميركي بأكثر من 7 في المئة خلال الأسبوع الماضي.

وأعلنت روسيا أنها ستمدد قيود التصدير الطوعية، ومن المنتظر نشر مزيد من التفاصيل حول التخفيضات خلال الأيام المقبلة.

ويتوقع المتعاملون أن تحذو السعودية حذوها بحيث تمدد تخفيضات الإنتاج الإضافية البالغة مليون برميل يوميا لرابع شهر في أكتوبر المقبل.

وتحسنت أوضاع سوق النفط خلال الربع الجاري بعد النصف الأول الضعيف، حيث أدت تخفيضات الإمدادات إلى ظهور علامات على إعادة التوازن إلى السوق في ظل انخفاض المخزونات الأميركية.

وجاء الدعم الإضافي للنفط الخام من التكهنات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي) قد يكون على وشك الانتهاء من حملة رفع أسعار الفائدة، إضافة إلى زيادة الإشارات على جهود الصين لتعزيز النمو.

وقال تشو مي المحلل في معهد كايوس البحثي في شنغهاي لوكالة بلومبرغ “إذا لم تتراجع السعودية وحلفاؤها عن خطة خفض الإنتاج سيكون المعروض في السوق قليلاً جداً فعلاً”.

وتوقع اقتراب أسعار النفط من مستوى 90 دولاراً للبرميل. وأضاف “توقعات الطلب تفاؤلية للغاية الآن”.