هواوي تدشن استثماراتها السحابية في السعودية

هواوي في تحد جديد لضغوط القيود الأميركية

شنتشن (الصين)

أعلنت شركة هواوي الاثنين أنها افتتحت مركزا للبيانات السحابية في العاصمة السعودية الرياض في محاولة لزيادة طرح خدماتها عبر الإنترنت في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ويأتي هذا الإعلان في تحد جديد لضغوط القيود الأميركية على عملاق التكنولوجيا والاتصالات الصيني، بينما تعمل السعودية على جذب كبرى الشركات للاستثمار في التقنيات المتقدمة دون اكتراث بمواقف الولايات المتحدة تجاه هواوي.

وخصصت السعودية مئات المليارات من الدولارات لعملية تحول اقتصادي ضمن أجندة رؤية 2030 يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

ومع أن البعض يقول إنها واجهت صعوبات في جذب استثمارات أجنبية مباشرة، تهدف إلى تنويع الاقتصاد بعيدا عن النفط، لكن يبدو أن السعوديين يسيرون وفق ما خططوا له.

وقال ستيفن يي، الرئيس الإقليمي للشركة، في مؤتمر صحفي إن مركز البيانات السحابية في الرياض، وهو المركز الثلاثون لهواوي على مستوى العالم، إن الشركة “افتتحت مقرها الإقليمي في الرياض هذا العام”.

وأوضح أن هذه الخطوة ستسهم في تطوير الاقتصاد الرقمي للسعودية وستدعم الخدمات الحكومية للبلد الخليجي وستسمح باستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي ووضع النماذج اللغوية باللغة العربية.

وأضاف أن “تدشين سحابة هواوي لا يقتصر علينا فقط، ولكنه جسر سيأتي بشركات صينية أخرى إلى السعودية”.

وسبق أن أكدت السعودية أنها لن توقّع عقودا مع شركات أجنبية ليست لها مقرات إقليمية في البلاد بعد هذا العام.

ووفقا لشركة كاناليس للاستشارات البحثية، احتلت شركة هواوي المركز الخامس في سوق الخدمات السحابية العالمية في الربع الأول بحصة سوقية بلغت 2.4 في المئة، رغم أنها كانت ثاني أكبر شركة في البر الرئيسي الصيني.

وذكرت هواوي في فبراير الماضي أنها ستستثمر 400 مليون دولار في قطاع الحوسبة السحابية بالسعودية على مدى السنوات الخمس المقبلة.

وتتمتع هواوي بعلاقات متينة مع ما يزيد عن 30 ألف شريك حول العالم، بما في ذلك شركاء المبيعات والحلول والخدمات التشغيلية، والمواهب والاستثمار والتمويل ومؤسسات وشركاء القطاع.

وعلى صعيد السوق العالمية، تواصل الشركة الصينية العملاقة الاستثمار في برامج تطوير ورعاية وحفز ودعم الشركاء، ولا تدخر جهدا للحفاظ على عمليات تشغيلية صحية ضمن منظومتها.

ومن المتوقع أن تعمل مستقبلا على زيادة الاستثمار في عقد شراكات إستراتيجية والحفاظ على سياسات مستقرة وتبنّي إستراتيجيات الحوسبة السحابية، بغية تطوير الشركاء ذوي القدرات العالية ورعاية المواهب المحلية في تقنية المعلومات والاتصالات.

واتخذت العديد من الشركات الغربية خطوات مماثلة كهواوي، حيث دشنت أوراكل الأميركية قبل أشهر مركزا للبيانات في السعودية.

وتشير التقديرات الرسمية السعودية إلى أن قرابة 70 في المئة من سكان البلد الخليجي تحت سن الثلاثين يقبلون على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة، ولاسيما عبر الهواتف الذكية.

وخففت الرياض القيود التنظيمية خلال السنوات الماضية بما في ذلك القيود على الملكية الأجنبية، التي كانت سببا في عزوف المستثمرين منذ انهيار أسعار الخام في منتصف 2014، الذي سلط الضوء على الحاجة إلى تنويع الاقتصاد السعودي القائم على النفط.