طرابلس تتوعد بالرد..
طيران «أجنبي مجهول» يقصف قاعدة الوطية بليبيا

أول هجوم جوي على القاعدة الاستراتيجية منذ سيطرة حكومة الوفاق
عقب سلسلة من الأنباء المتضاربة، أكدت وزارة الدفاع الليبية الأحد تعرض قاعدة الوطية الجوية لضربات جوية نفذها «طيران أجنبي داعم لحفتر»، معتبرة ذلك «محاولة يائسة لتحقيق نصر معنوي»، وتوعدت بالرد «في الوقت والزمان المناسبين».
ويعتبر هذا أول هجوم جوي على القاعدة الاستراتيجية منذ سيطرة حكومة الوفاق عليها بدعم تركي في 18 مايو/أيار الماضي.
وقال وكيل الوزارة، العقيد صلاح النمروش، في بيان إن «قصف قاعدة الوطية الجوية محاولة بائسة ويائسة لتحقيق نصر معنوي ردا على الانتصارات المتتالية التي حققها الجيش الليبي على الأرض»، مضيفاً: «القصف نفذه طيران أجنبي جبان داعم لمجرم الحرب (حفتر)، وسيكون الرد الرادع عليه في الوقت والمكان المناسبين».
وتابع: «القصف يؤكد استمرار مجرم الحرب (حفتر) في عدوانه على الحكومة الشرعية وبمباركة الدول الداعمة له».
بعد يوم من زيارة وزير الدفاع التركي لطرابلس وتعزيز الدفاعات الجوية بالقاعدة
وتضاربت الأنباء والتكهنات حول الجهة التي نفذت الغارات، ما بين ميليشيات حفتر والطائرات الروسية الحديثة التي حصل عليها مؤخراً، وما بين مصر التي لوحت بالتدخل العسكري على لسان رئيسها عبد الفتاح السيسي، وما بين فرنسا التي تحاول استعادة دورها في فرنسا الذي تراجع وسط خلافات حادة غير مسبوقة مع تركيا.
وكانت أنباء متضاربة تحدثت عن تعرض القاعدة لغارات جوية في ساعة متأخرة من ليل السبت ـ الأحد، فيما نقلت وكالة الأنباء التركية عن مصدر في الجيش الليبي أن القاعدة تعرضت لقصف «طيران مجهول لم يسفر عن خسائر بشرية، وإنما استهدف بعض التجهيزات الخاصة بالقاعدة والتي تم جلبها مؤخراً لتعزيز القاعدة من ضمنها منظومة للدفاع الجوي».
ورغم تحفظ المصادر الرسمية التركية عن الإدلاء بأي تصريحات حول الحادثة حتى مساء الأحد، إلا أن التلفزيون الرسمي التركي TRT عربي نقل عن «مصادر عسكرية في طرابلس» تأكيدها أن «طيراناً حربياً أجنبياً أغار على قاعدة الوطية»، موضحةً أن «المقاتلات التي شنّت هجوماً على القاعدة حديثة، وليست من بين الطائرات التي دعمت بها روسيا مرتزقة فاغنر المتمركزة بقاعدة الجفرة». وأكدت على أن القصف لم يسفر عن أي أضرار.
وجاءت هذه الهجمات الجوية عقب ساعات من حديث مصادر تركية وليبية غير رسمية عن أن الجيش التركي نشر منظومات دفاعية متقدمة في القاعدة تمهيداً لبدء استخدامها من قبل الجيش التركي، أبرزها منظومة هوك الدفاعية أمريكية الصنع، وأنظمة التشويش التركية «كورال» وغيرها، وهي التي يعتقد أن الغارات استهدفتها دون التحقق من مدى إصابتها في تلك الضربات.
والسبت أنهى وزير الدفاع التركي خلوصي أقار زيارة استمرت ليومين إلى العاصمة طرابلس برفقة رئيس الأركان يشار غولر، حيث التقى كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين في حكومة الوفاق، وزار أماكن وجود الضباط والجنود الأتراك هناك، وسفينة حربية تركية موجودة قبالة السواحل الليبية.
وخلال الزيارة أكد وزير الدفاع التركي «مضي بلاده في الوقوف إلى جانب ليبيا وفق ما يقتضيه القانون الدولي والعدل». وبينما شدد على عدم التراجع عن دعم الحكومة الليبية، جدد عزم بلاده على «حماية حقوق ومصالح الشعب التركي في بحر إيجة والمتوسط وقبرص»، رافضا «إي حل يقوم على فرض الأمر الواقع على تركيا».
وجرى الحديث عن توقيع الوزير التركي عددا من الاتفاقيات العسكرية الجديدة مع حكومة الوفاق، لكن المصادر التركية والليبية لم تؤكد ما إن كانت تشمل إقامة قاعدة عسكرية تركية برية في قاعدة الوطية وأخرى بحرية في مصراتة، حيث أكدت تسريبات ليبية وتركية على مدار الأيام الماضية عن نية أنقرة تعزيز وجودها العسكري في الوطية ومصراتة.