الخطر في النظام الإيراني نفسه:

الخطر في النظام الإيراني نفسه وليس في مشروعه النووي!

الخليج بوست

تزداد سخونة الاحداث والتطورات مع إستمرار النظام الإيراني في تعنته وعدم إنصياعه للمطالب الدولي وإصراره على التمسك بمواقفه فيما يتعلق ببرنامجه النووي والاهداف المبيتة من ورائه، ويبدو واضحا إن الامور تسير وبخطى متسارعة نحو المزيد من التوتر والتصعيد ولاسسيما بعد التهديد الذي وجهه الرئيس الفرنسي ماکرون للنظام الإيراني.

سعي النظام الإيراني للترکيز على سلمية برنامجه النووي والتأکيد على عدم نواياه بإنتاج السلاح النووي لم يعد موضع ثقة ولا يصدق به أحد، لکن العالم يعلم جيدا بأن تجاوز مستوى التخصيب لأکثر من 60%، والذي يثير الشکوك أکثر هو أن البرنامج النووي للنظام يتسم بسرية بالغة، في وقت تزداد فيه التکهنات بأن النظام يسعى فعلا لإنتاج القنبلة النووية.

لکن السٶال الذي يطرح نفسه بقوة هو مالذي يبتغيه النظام الإيراني من وراء سعيه لإنتاج القنبلة النووية، فإن الحقيقة التي تفرص نفسها هي إنه يريد من وراء إنتاجه للقنبلة النووية أن يفرض نفسه ومشروعه السياسي ـ الفکري على المنطقة والعالم، وحتى يمکن القول بأنه يمکن التخمين بأن مساعي النظام من أجل إنتاج القنبلة النووية قد تزايدت أکثر من أي وقت آخر بعد أن تصدع مشروعه في المنطقة وتم توجيه ضربات مٶثرة الى مواقعه النووية.

غير إننا يجب أن نلفت النظر الى نقطة وملاحظة مهمة بهذا الصدد، وهي إن تخوف المجتمع الدولي من سعي النظام الإيراني لحيازة السلاح النووي، وإن کان مشروعا وفي محله، ولکن من المفيد جدا هنا أن الخطورة التي مثلها ويمثلها بقاء وإستمرار هذا النظام أکثر من خطورة مشروعه النووي، ذلك إن هذا النظام والنهج الذي يصر على التمسك به والعمل في ضوئه، يعتبر أکبر خطر ضد السلام والامن والاستقرار في المنطقة والعالم وحتى إنه يهدد السيادة الوطنية لدول المنطقة الى جانب إنه يتحين الفرص لإستغلال مناطق التوتر في العالم من أجل تحقيق أهداف وغايات يقوم فيما بعد بإستغلالها وتوظيفها على مائدة التفاوض کأوراق ضغط ومساومة وإبتزاز.

تعنت النظام الإيراني في مواقفه فيما يتعلق ببرنامجه النووي وتحديدا في قضية رفع مستوى التخصيب وکما أسلفنا هو أساسا من جعل بقائه وإستمراره أمرا واقعا لا يمکن المساس به، وبقاء هذا النظام هو أساسا بقاء للتوتر والمشاکل والازمات والحروب لأنه سعى ويسعى إليها وکل ذلك وسائله من أجل تفعيل نهجه وفرضه على المنطقة والعالم وهذا النهج يعني تقبل المجتمع الدولي للتعايش الاقليمي والدولي مع سياسات النظام المشبوهة في إثارة الحروب والازمات والتوسع السرطاني لنفوذه وهيمنته وإعتباره أمرا واقعا.

ولذلك، فإن الخطر ليس في البرنامج النووي للنظام وإنما في النظام نفسه والذي يجب أن ينتبه العالم إليه وإنه ومن دون تغيير سياسي جذري في إيران فإن الخطر والتهديد سيبقى قائمًا ومستمرًا.

 

القول الفصل في البرنامج النووي للنظام

إن القول الفصل بخصوص البرنامج النووي للنظام الإيراني هو ما ورد صراحةً في موقف السيدة مريم رجوي بتاريخ 27 سبتمبر. فالحقيقة هي أنه لولا الكشف عن هذه الأنشطة من قبل المقاومة الإيرانية، وبالتحديد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، لكان هذا النظام قد تسلّح بالقنبلة الذرية وعرّض الأمن العالمي لخطر جسيم.

وقد جاء في موقف السيدة رجوي، الذي نشرته أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، ما يلي:

"...لقد استغلّ النظام بشكل كبير الامتيازات التي حصل عليها بموجب اتفاقية السنوات العشر الماضية، حيث أنفق عائدات النفط على إشعال الحروب والقمع وتصدير الإرهاب، وكذلك على برامجه الصاروخية ومساعيه للحصول على السلاح النووي (بما في ذلك التخصيب الأقصى). لكن وفقاً للإحصاءات الدولية وتصريحات مسؤولي النظام، في حين زادت صادرات النفط ستة أضعاف تقريباً من يناير 2021 إلى يناير 2025، تدهورت الأوضاع الاقتصادية للشعب بشكل شامل، بما في ذلك التضخم والبطالة والفقر وسعر العملة، بشكل مضاعف...

وبذلك، يتضح تماماً أنه لولا 133 عملية كشف قامت بها المقاومة الإيرانية على مدى الـ 34 عاماً الماضية، وخاصةً الكشف عن المنشآت النووية السرية في نطنز وأراك في أغسطس 2002، لكانت الديكتاتورية الدينية والإرهابية مسلحة الآن بالقنبلة الذرية ووضعت العالم أمام الأمر الواقع. في حين أنه لو لم يكن هناك تهاون، لما كانت هناك حاجة لحرب. فالحرب الأصلية كانت ولا تزال منذ البداية بين الفاشية الدينية والشعب الإيراني، وخاصةً النساء.

إن قولنا اليوم هو أيضاً أن الحل النهائي يكمن في تغيير النظام على يد الشعب الإيراني، ويجب الاعتراف بحق المقاومة في مواجهة نظام الإرهاب والمجازر..."

*كاتب حقوقي وخبير في الشأن الإيراني

مقالات الكاتب