اندماج محفوف بالمخاطر

ألمانيا تعيد نساء وأطفال داعش

وكالات

في ظل مخاوف من عودة محفوفة بالمخاطر أعلنت ألمانيا في 20 ديسمبر 2020 استقبالها العرائس الداعشيات وأبناءهن بعد سنوات من رفض الحكومة لهذا الإجراء، تحسبًا للخلفية الأيديولوجية المتطرفة التي قد يعودوا بها جراء ما تعرضوا له من تشويه نفسي وسلوكي.

 

العائدات إلى ألمانيا

نقلت منصة DW الألمانية عن وزير الخارجية هايكو ماس قوله إن بلاده أعادت خمس عرائس داعشيات و18 طفلًا من بينهم 7 أيتام من مخيمات الاعتقال التي تديرها القوات الكردية في شمال شرق سوريا، مشيرًا إلى أن العائدين يمثلون حالات إنسانية وبالأخص الأيتام والمرضى، فمن وجهة نظره كانت هناك حاجة ماسة لاسترجاعهم.

وأعرب ماس عن سعادته بعودة الأطفال وأمهاتهم قبل عيد الميلاد، مضيفًا بأن هذه الحالة تبرهن على قدرة الحكومة في استعادة أعداد أكثر خلال المرحلة المقبلة، لافتًا إلى أن عملية العودة تمت بالتعاون مع فنلندا التي أعادت إلى أراضيها 6 أطفال وامرأتين، موجهًا الشكر للحكومة، مشددًا على أن المهمة كانت محفوفة بالمخاطر، وشهدت الكثير من الاستعدادات.

وأشارت التقارير الإعلامية الصادرة عن مكتب المدعي الاتحادي إلى أن واحدة من النساء الثلاث العائدات إلى ألمانيا وتدعى ليونور وتبلغ من العمر 21 عامًا أُلقي القبض عليها فور وصولها إلى مطار فرانكفورت، بتهمة الانتماء لجماعة إرهابية، بينما لم تذكر التقارير أي معلومات عن مصير السيدتين العائدتين ميرف البالغة من العمر 24 عامًا والمقيمة بهامبورج، وياسمين التي تقيم في بون، فيما ذكرت الشبكة الألمانية أن المخيمات السورية لايزال بها 70 ألمانيًا بالغًا إلى جانب 150 طفلا.

 

العائدات وتهديد الأمن

يعد الاستقدام الأخير للنساء الألمانيات وأطفالهن رغم العدد المحدود تحولاً في الملف، إذ رفضت البلاد لسنوات استقبال أيٍّ منهن حتى اضطرت في مايو 2019 لإعادة النظر مع قرار للمحكمة بضرورة استعادة الأطفال بعد دعوى قضائية رفعها الأجداد لاستعادة أحفادهم الموجودين بالمخيمات السورية.

وتشير الجهات الألمانية بأن حوالي 1060 مواطنًا قد غادروا البلاد انضمامًا لصفوف داعش، وحتى الآن عاد ثلثهم فقط، وتعتقد السلطات بأن 100 شخص منهم قد اشتركوا مباشرة في أعمال قتالية وحملوا السلاح، وبالتالي صُنف الكثير منهم كخطيرين وفقًا لمقياس صممته وزارة الداخلية لتحديد مدى خطورة المتطرفين على الأمن الداخلي عبر معايير تتعلق بمشاركتهم في أعمال إرهابية أو الانضمام لجماعات أو التدرب على السلاح أو تصنيع المتفجرات وغيرها من محددات الخطورة.

ويشكل النساء والأطفال ملفًا خاصًا بالنسبة لأوروبا التي تتعامل معهم كمشوهين نفسيًّا، وتتخوف كثيرًا من النساء وهو ما يظهر في النموذج البريطاني، إذ قالت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتل للداعشيات لا تحلمن بالعودة، وفي ألمانيا كانت ترفض أنجيلا ميركل استقدامهن بعد خطورة تشير إليها التقارير الأمنية عن سلوكياتهن، وأن كثيرًا منهن لم يتركن الفكر المتطرف.

يبقى أمام ألمانيا إشكالية التقاضي والمحاكمة، ففي ظل مطالبة الساسة باعتقال جميع العائدين وتصنيفهم كعناصر خطر لا يستطع القضاء الألماني محاكمة الكثير منهن لاحتياجه لأدلة واضحة للحكم عليهن، وبالتالي ففرص اندماجهن في المجتمع تظل محفوفة المخاطر، وفي 2018 حذرت أجهزة الاستخبارات من عودة الأطفال نظرًا لما تعرضوا له من أعمال عنف ستؤثر عليهم مستقبلا.