تواصل انتهاكات حقوق الإنسان

تنديد أممي باعتقال مدنيين من شرق ليبيا بطرابلس

ميليشيات الوفاق تنفذ عمليات اعتقال تعسفية بحق مدنيين لمواطنين أتوا من شرق البلاد

طرابلس

 دانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا الأحد الاعتقال التعسفي الذي تقوم به ميليشيا من طرابلس لمواطنين أتوا من شرق البلاد إثر وصولهم إلى العاصمة مطالبة بضرورة الإفراج الفوري عنهم.

وقالت البعثة في بيان إنها “لاحظت بقلق بالغ في الفترة بين الأول من نوفمبر و5 نوفمبر، اعتقال عدد من الأفراد من الشرق الذين سافروا إلى طرابلس بشكل تعسفي من قبل جماعات مسلحة”.

واستؤنفت مؤخرا الرحلات الجوية بين العاصمة طرابلس (غرب) وبنغازي (شرق) بعد توقف دام لنحو 14 شهرا، وذلك في خطوة رأى مراقبون أنها ستعزز آمال التوصل إلى تسوية في ليبيا، غير أن استفزازات الميليشيات المستمرة قد تحول دون ذلك.

وأضافت البعثة الأممية أنه “تمت متابعة شخص واحد على الأقل إلى وجهته في طرابلس حيث قُبض عليه، وزُعم القبض على آخرين في المطار عند وصولهم”. ودعت إلى “الإفراج الفوري عن المعتقلين تعسفيا مع احترام حرية الحركة لجميع الليبيين بالكامل”.

ومن جهته، ندد وزير الداخلية في حكومة الوفاق فتحي باشاغا “بشدة بالقبض على مواطنين قادمين من المنطقة الشرقية عبر مطار بنينا الدولي إلى مطار معيتيقة الدولي”.

وأكد “إصدار الأوامر للأجهزة الأمنية باتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيال المجموعة المسلحة التي قامت بهذا الفعل” بحسب بيان نشرته وزارة الداخلية. وإلى حد الآن، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الاعتقال.

وتأتي هذه التطورات في وقت يسود فيه تفاؤل كبير من المباحثات الجارية والتي تستأنف اليوم في تونس، لكن الميليشيات تواصل استفزازاتها وهو ما يثير مخاوف مشروعة وفقا لمراقبين من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار وعودة الاقتتال.

ولطالما سعت الميليشيات إلى تقويض الجهود الرامية إلى إنهاء الاقتتال في ليبيا، وذلك بغية الحفاظ على نفوذها، وفقا لمراقبين، خاصة مع تحقيق اختراقات مهمة سواء في المحادثات العسكرية في إطار اجتماعات اللجنة 5 + 5 التي صار اسمها اللجنة 10 أو في سياق الحوار السياسي.

وقال فتحي باشاغا في وقت سابق بعد اعتقال المواطنين القادمين من المنطقة الشرقية إن “هذه الأفعال ترتكبها مجموعة من الأشخاص لخدمة مصالح ومآرب شخصية لها لا تمثل حكومة الوفاق الوطني ولا تخدم الصالح العام للبلاد”.

وأضاف “هذا العمل غير المسؤول لا يصب في مصلحة الوطن بل يزيد الفرقة بين أبناء الوطن الواحد ويقوض مسار المفاوضات الجارية حاليا لإيجاد حل للأزمة الليبية والخروج بالبلاد إلى بر الأمان”.