أنشطة قطر

تعنت أردوغان يعرقل فرص السلام في قبرص

انفتاح لا يتجاوز المحاذير التركية

نيقوسيا

استبق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انفتاح كل من الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس وزعيم القبارصة الأتراك أرسين تتار على مبادرة الأمم المتحدة لتسوية الأزمة في الجزيرة بوضع شروط مسبقة يرى فيها متابعون تقويضا لأي فرصة سلام.

ولا يروق وضع الجزيرة الحالي للرئيس التركي الذي دعا إلى التفاوض من أجل حل الأزمة القبرصية على أساس دولتين، فيما يتمسك القبارصة اليونانيون بالحل على أساس نظام الفدرالية.

ويرى أردوغان في اعتماد النظام الفدرالي إضعافا لنفوذ أنقرة في الجزيرة، حيث أكد في وقت سابق أن التفاوض على الأسس القديمة أثبت فشله.

وقال أردوغان إن “الاعتراف بالقبارصة اليونانيين وحدهم سد الطريق أمام المحاولات السابقة لإيجاد حلّ. لا يمكن الوصول إلى نتيجة في ظل المعايير الحالية بعد عملية مفاوضات استمرت أكثر من نصف قرن”.

وقبرص مقسّمة منذ العام 1974 بين جمهورية قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي والمعترف بها دوليا، و”جمهوريّة شمال قبرص التركية” الانفصالية، التي لا تعترف بها سوى أنقرة.

وأبدى الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس وزعيم القبارصة الأتراك أرسين تتار انفتاحهما على مبادرة الأمم المتحدة للسلام في الجزيرة، وذلك خلال لقاء غير رسمي جمعهما الثلاثاء.

واللقاء هو الأول غير الرسمي الذي يجمع بين أناستاسيادس وتتار الذي انتخب في 18 أكتوبر “رئيسا” للشطر الشمالي للجزيرة.

وأوردت وكالة الأنباء القبرصية الرسمية نقلا عن بيان الأمم المتحدة أن أناستاسيادس وتتار “أعربا عن عزمهما الاستجابة بشكل إيجابي لالتزام الأمين العام للأمم المتحدة حول استكشاف إمكانية عقد اجتماع خماسي غير رسمي يضمّ الدول الضامنة الثلاث (اليونان وتركيا وبريطانيا) والطائفتين في الجزيرة بالإضافة إلى الأمم المتّحدة في جو بنّاء في مرحلة مناسبة”.

وسبق أن أعلن الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش عزمه على إحياء المحادثات بين الجانبين.

ومنذ انهيار محادثات إعادة توحيد الجزيرة التي جرت برعاية الأمم المتحدة في سويسرا في يوليو 2017، لم تجرَ أي مفاوضات رسمية بوساطة أممية لتسوية النزاع في قبرص.

وتعتمد “جمهورية شمال قبرص التركية” اقتصاديا وسياسيا على تركيا التي تنشر نحو 30 ألفا من جنودها في الشطر الشمالي للجزيرة.

وكان تتار وراء إعادة فتح منتجع فاروشا الساحلي المهجور الواقع ضمن الشطر الشمالي، والذي أغلقه الجيش التركي بعد تقسيم الجزيرة في العام 1974.

واعتبر أناستاسيادس أنّ خطوة إعادة فتح منتجع فاروشا تخالف القانون الدولي وتشكل عقبة أمام استئناف محادثات السلام المتعثّرة.

وكان أردوغان قد دفع إلى إعادة فتح منتجع فاروشا قبل انتخابات “الرئاسة” في أكتوبر الماضي، في خطوة وصفها القبارصة الأتراك دعما لحليفه تتار ضد الرئيس السابق مصطفى أكينجي.

وترى تركيا في جارتها قبرص قطعة مهمة ضمن استراتيجيتها لتوسيع حدودها البحرية، إلا أن إعادة انتخاب أكينجي قد تعرقل هاته المساعي، إذ أنه من أشد المنتقدين لسياسات أردوغان ومن أبرز المدافعين عن التقارب مع اليونان وإعادة توحيد الجزيرة، بينما يدعم تتار، بتأييد من الرئيس التركي، حل الدولتين.

ويُنظر إلى فاروشا باعتبارها ورقة مساومة في المواجهة المستمرة منذ عقود بين الشمال الخاضع للسيطرة التركية والجنوب الذي تسيطر عليه اليونان، حيث طالب الأخير بعودته إلى سكانه الأصليين، القبارصة اليونانيين.

وشكلت تصريحات ومواقف أكنجي مؤخرا مصدر إزعاج بالنسبة لتركيا، لاسيما انتقاده لعملية نبع السلام التركية في شمال شرق سوريا، وحل القضية القبرصية، ودعوته إلى منح جزء من أراضي بلاده لقبرص الرومية، للتوصل إلى حل في الأزمة القبرصية.