الأمم المتحدة

البوليساريو تستفز المغرب بتجاوز خطوط التماس الأممية

عجز أممي

صحيفة العرب

مع اقتراب إصدار مجلس الأمن الدولي لقراره الجديد حول الصحراء المغربية، صعّدت جبهة البوليساريو الانفصالية من استفزازاتها في المنطقة، حيث تواصل إغلاق معبر الكركرات لليوم الثامن على التوالي، إذ نقل منتدى فورساتين للداعمين للحكم الذاتي، الجمعة، صورا تم توثيقها لسيارات تابعة للجبهة نقلت انفصاليين إلى خط التماس مع الجيش المغربي، رافعين شعارات استفزازية.

وتأتي استفزازات الجبهة الانفصالية بعد اجتماع طارئ لقيادتها أعادت فيه نفس خطابات التهديد، بالإعلان عن رفع استعدادات ميليشياتها العسكرية تحسّبا لـ”أسوأ الاحتمالات”.

ويرى مراقبون أن عناصر القوات المسلحة الملكية المغربية تعاملت بانضباط كبير مع هذه الاستفزازات، مبرزين أن الجيش المغربي استحضر التزاماته الدولية وأعرافه وتوافق قراراته مع مقتضيات القانون الدولي في عدم الرد المسلح على ميليشيات البوليساريو.

وبعد قرار مجلس الأمن حول الصحراء، من المتوقع أن يتم إغلاق المنفذ الذي تمر منه عناصر البوليساريو إلى المنطقة العازلة، نظرا إلى أن مواصلة الجبهة قطع حركة السير وعرقلتها في المعبر التجاري المدني الحدودي مع الجارة الجنوبية، تُعد انتهاكا واضحا لاتفاق وقف النار الموقع بين البوليساريو والأمم المتحدة سنة 1991، وانتهاكا للاتفاق العسكري رقم 1.

وأكد  هشام معتضد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة شيربروك الكندية لـ”العرب”، أنه في الوقت الذي يدعو فيه المنتظم الدولي إلى نزع فتيل التوترات في المنطقة العازلة، تقوم جبهة البوليساريو بنهج أسلوب الاستفزازات عبر خرق كل الالتزامات الدولية ضاربة بالجهود التي تقودها الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي لإنهاء هذا النزاع عرض الحائط.

واعتبر معتضد أن “الاستفزازات الميدانية التي تقوم بها عناصر البوليساريو تترجم مدى عدم استعداد الجبهة للانخراط الفعلي والمسؤول من أجل الاحترام الكامل للقرارات الدولية وخاصة تلك الصادرة عن مجلس الأمن المتعلقة بالوضع الميداني في منطقة الجنوب الغربي للمغرب”.

وقال ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، الجمعة “إن من يمارس الاستفزازات يخرج عن الشرعية الدولية ويضع نفسه في مواجهة مع الأمم المتحدة والقانون الدولي”.

وشدّد سفير واشنطن بالرباط، دايفيد فيتشر في تصريحات إعلامية، على الاستجابة لدعوة منظمة الأمم المتحدة من جميع الأطراف المعنية لممارسة ضبط النفس واتخاذ كل الخطوات اللازمة لنزع فتيل التوترات في المنطقة العازلة، بما في ذلك عدم عرقلة حركة المرور المدنية والتجارية المنتظمة، مؤكدا أن بلاده تدعم الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي عادل ودائم من الطرفين لإنهاء نزاع الصحراء.

ويرى مراقبون أن اعتزام دولة الإمارات العربية المتحدة فتح قنصلية عامة بمدينة العيون، كبرى حواضر الصحراء المغربية، كأول دولة عربية تقوم بهذه الخطوة شكّل صدمة إضافية للبوليساريو وداعميها جعلهم يتخبطون ويسلكون طريق التصعيد والاستفزازات المتكررة.

وسبق أن طالب الأمين العام للأمم المتحدة جبهة البوليساريو وميليشياتها بمغادرة المنطقة العازلة بالكركرات، وعدم عرقلة حركة السير المدنية والتجارية المنتظمة في هذه المنطقة، مذكرا بأن “حركة السير المدنية والتجارية المنتظمة لا يجب أن تتعرض للعرقلة، ولا يجب اتخاذ أي إجراء من شأنه أن يشكل تغييرا للوضع القائم في المنطقة العازلة بالكركرات”.

وأبرز المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن بعثة المينورسو عبأت “المزيد من عناصرها للمساعدة في نزع فتيل أي توتر، وفتح الطريق أمام حركة السير المدنية والتجارية”، مؤكدا أن “البعثة ستواصل مراقبة الوضع عن كثب”.

وعجزت بعثة المينورسو التابعة للأمم المتحدة عن إقناع العناصر الموالية لجبهة البوليساريو بإخلاء منطقة الكركرات، وتحرير حركة السير والتنقل في المعبر، وضمان تدفق السلع المغربية إلى الأسواق الموريتانية وأفريقيا جنوب الصحراء، ما اعتبره خبراء في القانون الدولي تمردا من طرف البوليساريو على توصيات وقرارات مجلس الأمن الدولي.

وأكد معتضد أنه إذا كان المنتظم الدولي يكتفي بالتنديد وطلبه ضبط النفس نتيجة كل هذه الاستفزازات، فإنه سيجبر على اتخاذ قرارات أكثر واقعية تماشيا مع التطورات الخطيرة في المنطقة خاصة وأن السلطات المغربية تلتزم إلى حدود الساعة بمسؤولية احترام قرارات مجلس الأمن الدولي وتوجه المنتظم الدولي لإيجاد حل سياسي عادل ودائم لإنهاء هذا النزاع.

وعلق معتضد في معرض حديثه لـ”العرب”، أنه “بالإضافة إلى إخلالها بالتزاماتها الدولية، فإن هذه الاستفزازات أثرت سلبا على الموريتانيين وبعض دول غرب أفريقيا المرتبطة بممر الكركرات اقتصاديا وتجاريا وثقافيا”.

ووصلت حرارة الاستفزازات إلى البرلمان الموريتاني حيث عبّرت النائبة البرلمانية الموريتانية زينبو التاقي، عن استيائها مما تقوم به البوليساريو، بقولها “محاصرة البضائع الصادرة نحو موريتانيا تصرف دنيء دأبت عليه البوليساريو”.