حرق المصاحف..

موجة جديدة من التطرف اليميني تضرب الدنمارك

"أرشيفية"

موسكو

عادت حركات اليمين المتطرف في الدنمارك للإساءة مجددًا إلى القرآن الكريم، عبر إحراق نسخه، ففي 3 أكتوبر 2020 قاد زعيم ومؤسس حزب سترام كورس أو الطريق الصلب، راسموس بالودان مظاهرة في إحدى المناطق التي يغلب عليها السكان المهاجرون، وأحرق نسخ القرآن؛ لاستفزاز مشاعر المواطنين.

حرق المصاحف.. موجة
وبحسب موقع «روسيا اليوم»، زعم بالودان أن الدين الإسلامي ونصوصه تتناقض مع القيم الغربية والحضارة الأوروبية، وكذلك الدنماركية، ولذلك حرص على هذا الفعل للتعبير عن وجهة نظره المضادة للتعايش مع أبناء الطائفة الإسلامية.

بدورها أججت تلك المظاهرة مشاعر المواطنين بالمنطقة، ودفعتهم للتظاهر، منددين بما حدث من أمر عظيم جرى خلاله الاعتداء على المقدسات الدينية للمسلمين، وهاجم المتظاهرون «بالودان»، واصفين إياه بالمتطرف، ورافضين تصرفاته التي تُصعد من العنف بالمجتمع.

وعلى خلفية العنف المتصاعد اضطرت الأجهزة الأمنية لاعتقال عدد من المتظاهرين من الجانبين؛ لتهدئة الموقف، قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة، ويتبادل الفريقان المشادات التي قد ينتج عنها إصابات، نظرًا للنار المشتعلة في المصاحف.

تاريخ متطرف

لم تكن تلك الحادثة الأولى من نوعها في الدنمارك أو حتى الأولى للمتطرف «بالودان»، لكنه دأب على هذا الفعل، ففي أبريل 2019 نظم وقفة في العاصمة كوبنهاجن جرى خلالها أيضًا إلقاء نسخ القرآن على الأرض أمام مبنى البرلمان؛ لاعتراضه على سماح الدولة للمسلمين بأداء صلاة الجمعة، وأدى ذلك إلى استفزاز المعارضين للموقف، وحدث تراشق بالحجارة، تدخلت على إثره الشرطة لتهدئة الموقف.

ونتيجة لتكرار الوقائع المتطرفة من «بالودان» عاقبته المحكمة بالسجن ثلاثة أشهر في يونيو 2020، وبحسب موقع «يورونيوز» في 10 سبتمبر 2020 تقدم حزب «سترام كورس» بطلب للشرطة للحصول على موافقتها من أجل التظاهر ضد المسلمين ومقدساتهم، ويعني ذلك في حد ذاته أن السياسي المتطرف ورفقائه لم يختبروا أية برامج للمعالجة النفسية للمتطرفين، بعكس المفروض على عناصر التطرف الإسلاموي بأوروبا، أو من ناحية أخرى ربما يكون هؤلاء متمسكون بمواقفهم.

الجدال الدولي

يُمثل القرآن الكريم قيمة مقدسة كبرى لدى المسلمين في العالم أجمع، ولذلك فإن الاعتداء عليه يشكل تطرفًا متصاعدًا، فحتى وقائع حرق وإلقاء المصاحف التي حدثت مؤخرًا كان يصاحبها احتجاجات مضادة؛ ما يشعل الكراهية بين الطرفين.

ومن جهته، كتب شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» في 1 سبتمبر الماضي ردًّا على دعوات حرق القرآن الكريم، أن مَن سولت لهم أنفسهم حرق المصحف الشريف عليهم أن يعلموا أن ما فعلوه يندرج كجريمة متصلة بالإرهاب البربري الوحشي، مؤكدًا على عنصرية التصرف التي ترفضها جميع الحضارات الإنسانية.

وأشار شيخ الأزهر في تدوينته إلى أن تلك الأفعال تشكل الوقود للإرهاب الذي يعاني منه العالم، إذ إنها تُصعد مشاعر البغضاء والكراهية، وتهدد الأمن المجتمعي، وتقوض الطموحات الرامية إلى تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، مضيفًا أن مَن أحرق المصحف عليه أن يُدرك بأنه حرق مشاعر حوالي 2 مليار مسلم، وأن تاريخ الإنسانية يضع هذه التصرفات في أبواب العار الحضاري.