دعم دولي لإضراب سائقي الشاحنات في إيران

دعم دولي لإضراب سائقي الشاحنات في إيران

مهدي عقبائي

دخل إضراب سائقي الشاحنات ومركبات النقل الثقيل في إيران يومه الـ 12 على التوالي، وقد اتسعت رقعته بشكل لافت ليشمل، بحسب التقارير، 155 مدينة في جميع محافظات البلاد

دعم دولي لإضراب سائقي الشاحنات في إيران

الخلیج بوست

دخل إضراب سائقي الشاحنات ومركبات النقل الثقيل في إيران يومه الـ 12 على التوالي، وقد اتسعت رقعته بشكل لافت ليشمل، بحسب التقارير، 155 مدينة في جميع محافظات البلاد. ولم يقتصر الحراك على سائقي الشاحنات، بل انضم إليهم سائقو الحافلات الصغيرة في أصفهان وسائقو سيارات الأجرة في مدن مثل سبزوار وأراك، كما أعلنت شركة النقل العام في طهران (شركت واحد) دعمها لإضراب، لتلتحم بذلك “عائلة النقل الإيرانية الكبيرة” في صف واحد من المقاومة والاحتجاج والتضامن. وقد تجاوز صدى هذا الإضراب حدود إيران، حيث حظي بدعم من اتحادات ونقابات عمالية دولية.
وفي شهادة على هذا الدعم الدولي، أصدر اللورد كلارك أوف هامبستيد، الرئيس السابق لحزب العمال البريطاني، والسيد روجر ليونز، الرئيس السابق لمؤتمر نقابات العمال البريطاني (TUC)، بياناً مشتركاً يوم السبت 31 مايو/أيار، أعربا فيه عن تضامنهما الكامل مع السائقين المضربين. وجاء في بيانهما: “لقد أظهر هؤلاء السائقون، رغم الإجراءات القمعية، صموداً رائعاً في نضالهم من أجل معاملة أكثر عدلاً، وظروف عمل أفضل، وعدالة اقتصادية. إن إضراب سائقي الشاحنات، المدعوم من المتقاعدين والمعلمين وعمال النفط والنساء والممرضات، يعكس النضال المشترك لملايين العمال ضد الاستغلال الممنهج”.
وندد البيان بشدة باعتقال سائقي الشاحنات، مطالباً بـ”الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المضربين المعتقلين”، مؤكداً أن “نضال سائقي الشاحنات هو موقف قوي ضد الخلل المؤسسي ودعوة للكرامة والإنصاف يتردد صداها في نضالات العمال بجميع أنحاء العالم”. واختتم اللورد كلارك والسيد ليونز بيانهما بالتأكيد على “الدعم الكامل لنضال الشعب الإيراني من أجل جمهورية حرة وديمقراطية”، مشيرين إلى أن “الشعب الإيراني قد رفض مراراً جميع أشكال الديكتاتورية، سواء نظام الشاه المخلوع أو الملالي الحالي”.
كما أعلنت السيدة نينا هانسن، إحدى قيادات الاتحادات العمالية النرويجية، خلال مؤتمر “إيران الحرة 2025″، عن دعمها لسائقي الشاحنات الشجعان في إيران، مشيدة بعزيمتهم وإرادتهم الاستثنائية. وقالت: “آلاف السائقين في جميع أنحاء إيران أوقفوا شاحناتهم للمطالبة بأبسط حقوقهم، وهي الأجور العادلة واللائقة، وظروف العمل الآمنة، وصون الكرامة… السائقون المضربون في إيران يمثلون شعباً سئم من أن يُحكم بالقوة”. وأضافت، مشيرة إلى محاولات النظام اليائسة لقمع الإضراب: “لقد تم إرسال حرس النظام الإيراني لترهيب وإسكات سائقي الشاحنات، وتم اعتقال العديد منهم… يجب إطلاق سراحهم… ولكن رغم هذه الضغوط، وقف السائقون بثبات ولم يتراجعوا. أنا فخورة بهم. هذا الإضراب هو صرخة من أجل الحرية والعدالة والكرامة، إنهم يريدون تحدي أسس القمع في إيران”.
السيدة مريم رجوي: الإضراب صوت الملايين المنهوبة، والغضب الشعبي سيتحول إلى انتفاضة
في نفس اليوم (31 مايو/أيار)، وخلال كلمتها في مؤتمر “إيران الحرة، نحو جمهورية ديمقراطية”، قالت السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية: “رغم كل الاعتقالات والقمع، تشهد مدن إيران كل يوم مسرحاً للاحتجاج والإضراب؛ من المعلمين إلى الخبازين وسائقي الشاحنات والمتقاعدين”. وأضافت: “منذ عشرة أيام، أضرب سائقو الشاحنات الكادحون. صرختهم ضد الظلم عالية. إنهم صوت ملايين الكادحين الذين نهبهم هذا النظام”. ودعت السيدة مريم رجوي عموم المواطنين إلى دعم الإضراب العام لسائقي الشاحنات، وطالبت بالإفراج عن السائقين المعتقلين.
واختتمت رئيسة الجمهورية المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بالتأكيد: “ليس بعيداً اليوم الذي يتفجر فيه الغضب المكبوت للشعب الإيراني في نيران انتفاضة منظمة بقيادة طلائع وحدات الانتفاضة، لتحرق جذور هذا النظام الظالم وتحوله إلى رماد”.
إن اتساع نطاق إضراب سائقي الشاحنات، والتفاف مختلف فئات الشعب الإيراني حوله، بالإضافة إلى الدعم الدولي المتزايد، يشكل تحدياً خطيراً لنظام الولي الفقيه خامنئي. ويبدو أن سياسات القمع والترهيب لم تعد تجدي نفعاً أمام إرادة شعب مصمم على نيل حقوقه كاملة، وأن البلاد تقف على أعتاب تحولات كبرى قد تعيد رسم مستقبلها.