إيران تتحوّل إلى دولة مُصدّرة للمبرمجين… هجرة العقول التقنية تتصاعد

إيران تتحوّل إلى دولة مُصدّرة للمبرمجين… هجرة العقول التقنية تتصاعد

نظام مير محمدي

في ظلّ التدهور المتواصل في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، تتحوّل إيران اليوم إلى دولة مصدّرة للعقول التقنية، بحسب تقرير حديث نشره موقع «ديجياتو» المقرب من النظام. التقرير يسلّط الضوء على ظاهرة هجرة المبرمجين والمطوّرين الشباب الذين أصبحوا يُفضّلون العمل لحساب شركات أجنبية في لندن وبرلين وتورنتو، بدلًا من البقاء في الداخل المحاصر بالرقابة الإلكترونية وغموض المستقبل. 

إيران تتحوّل إلى دولة مُصدّرة للمبرمجين… هجرة العقول التقنية تتصاعد

الخلیج بوست

نظام بلا أفق يدفع خيرة شبابه نحو الرحيل الجماعي والبحث عن حياة خارج الحدود 

في ظلّ التدهور المتواصل في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، تتحوّل إيران اليوم إلى دولة مصدّرة للعقول التقنية، بحسب تقرير حديث نشره موقع «ديجياتو» المقرب من النظام. التقرير يسلّط الضوء على ظاهرة هجرة المبرمجين والمطوّرين الشباب الذين أصبحوا يُفضّلون العمل لحساب شركات أجنبية في لندن وبرلين وتورنتو، بدلًا من البقاء في الداخل المحاصر بالرقابة الإلكترونية وغموض المستقبل. 

إحصائيات تُنذر بالخطر: 40% يعتزمون الرحيل 

استنادًا إلى استطلاع حديث أجرته منصة Quera في 2024 وشمل أكثر من 5120 مبرمجًا، فإن: 

  • 40% يخططون للهجرة بصورة مؤكدة. 
  • 32% لم يتخذوا القرار بعد، لكنهم لا يستبعدونه. 
  • 20% فقط قالوا إنهم لا يرغبون بمغادرة البلاد. 
  • الدوافع الرئيسية للهجرة كما جاءت في الاستطلاع: 
  • 69% لتحسين جودة الحياة. 
  • 61% لأسباب اقتصادية. 
  • 42% للحصول على الحريات الاجتماعية. 

الوجهات المفضّلة لدى الشباب التقني 

بحسب التقرير السنوي لمنظمة الهجرة الدولية، فإن أبرز الدول التي تستقطب الشباب الإيراني في هذا المجال هي: الولايات المتحدة، كندا، وألمانيا. وقد أظهر التقرير أن نسبة لافتة من المهاجرين الإيرانيين هم من المتخصصين في قطاع البرمجة والتكنولوجيا. 

العمل عن بُعد: خيار اضطراري لا حل دائم 

رغم تصاعد الهجرة، هناك من يواصل العمل داخل إيران بشكل حر (Freelance) لحساب شركات أجنبية. أحد مطوري البلوكشين صرّح أن توظيف الإيرانيين أقل كلفة بالنسبة للشركات الخارجية، مما يجعلهم خيارًا مغريًا، رغم تعقيدات العقوبات وصعوبة تحويل الأموال. 

لكن التقرير حذّر من أن هذا النموذج لا يعوّض عن الفراغ المتزايد في الشركات الناشئة المحلية، التي تعاني من هجرة الكفاءات وندرة المواهب المؤهّلة. 

خطاب رسمي يعكس الإنكار والتقليل من الأزمة 

بدلًا من مواجهة الظاهرة بإصلاحات، يُلقي النظام باللائمة على الشباب. الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان صرّح يوم 4 مايو: “نحن نربي جيلًا يريد مغادرة البلاد، بينما ينبغي أن نربّي من يسعى لرفع راية الوطن”. وأضاف مستنكرًا: “ليس فخرًا أن يصبح الإنسان نخبويًا ثم يذهب إلى أمريكا ليُقدّم علمه هناك”. 

كما حذّر محمد جليلي، المسؤول عن توظيف الكادر الأكاديمي في وزارة الصحة، في 23 مارس الماضي، من أن الهجرة طالت حتى نخبة الأساتذة في الجامعات الإيرانية الكبرى. 

وما كان في الماضي خيارًا فرديًا أصبح اليوم ظاهرة جماعية تهدّد مستقبل إيران العلمي والاقتصادي. هجرة المبرمجين ليست فقط تعبيرًا عن الضيق، بل هي تصويتٌ واضح ضد القمع والفقر وانعدام الأفق. ومع استمرار النزيف، تبقى الأسئلة الكبرى مفتوحة: هل يستفيق النظام؟ أم أن العقول ستهاجر جماعيًا إلى حيث تُصان الكرامة وتُقدَّر الكفاءة؟