إيران ..صحيفة حكومية: مأزق خامنئي الاستراتيجي

موسى أفشار

في انعكاس صريح للمشهد السياسي الإيراني المعقد، سلطت صحيفة هم‌میهن الضوء على المأزق الاستراتيجي العميق الذي يواجه خامنئي، الولي الفقیة للبلاد. ومن خلال مقال بعنوان “إيران على مفترق طرق من كل جانب”، يلخص المنشور الحالة المزرية لنظام الملالي الحاكم، ويقترح سيناريو أقرب إلى وضع دعم الحياة لنظام حكم بالكاد يتشبث بالحيوية.

الخليج بوست

في انعكاس صريح للمشهد السياسي الإيراني المعقد، سلطت صحيفة هم‌میهن الضوء على المأزق الاستراتيجي العميق الذي يواجه خامنئي، الولي الفقیة للبلاد. ومن خلال مقال بعنوان “إيران على مفترق طرق من كل جانب”، يلخص المنشور الحالة المزرية لنظام الملالي الحاكم، ويقترح سيناريو أقرب إلى وضع دعم الحياة لنظام حكم بالكاد يتشبث بالحيوية.

يصور سرد هم‌میهن خامنئي وإدارته ليس فقط في حالة من الركود السياسي والاقتصادي والاجتماعي ولكن في مرحلة أزمة وجودية. ويتجاوز هذا التصوير الخطاب المعتاد لوسائل الإعلام الحكومية، ويقدم لمحة عن الشعور الملموس باليأس والارتباك على أعلى مستويات السلطة.

وفي قلب المناقشة، هناك رسم توضيحي لخامنئي عالقًا عند مفترق طرق مجازي، وهو السيناريو الذي يتفاقم بسبب اعتماد الحكومة المتزايد على أجندة “التطهير“. ومع ذلك، يبدو أن هذه الاستراتيجية تؤدي إلى تفاقم التوترات داخل المجتمع، الذي يزداد استياءه مع كل خطوة نحو التطرف. ويواجه النظام أيضًا تحديات هائلة من خصومه، الداخليين والخارجيين، الذين يحرصون على استغلال نقاط ضعفه.

وعلاوة على ذلك، يسلط المقال الضوء على المعضلات التي تواجه النخبة السياسية، العالقة بين الدعوة إلى تغيير السياسات وخطر التحريض على ما تسميه الصحيفة ثورات بلا هدف وبلا قيادة. ويسلط هذا المأزق الضوء على الانقسام العميق داخل الفصائل الحاكمة، والذي تفاقم بسبب المقاطعة الانتخابية الأخيرة التي عكست خيبة أمل عامة واسعة النطاق والمطالبة بإصلاحات جوهرية.

وانتقد هذا المقال بمهارة مناورات النظام التكتيكية لإعادة تقديم الإصلاحيين كحل معقول لأزمة الشرعية. ويرى التقرير أن مثل هذه التكتيكات من المرجح أن تعزز العناصر المتشددة في السلطة، وتدفعهم إلى تكثيف حملات القمع ضد المعارضة داخل صفوف السلطة وتهميش الأصوات المعتدلة.

ومع ذلك، تحذر صحيفة هم‌میهن من التطرف لدى كل من الحكومة والشعب، بحجة أن مثل هذا المسار من شأنه أن يؤدي إلى خلل مجتمعي والانحراف عن الحوار البناء والعمل اللاعنفي. إن نصيحة الصحيفة المتكررة ضد مقاطعة الانتخابات – وهي استراتيجية يُنظر إليها على أنها تصب في مصلحة المتشددين – تثير تساؤلات حول مدى فعالية مثل هذه المشاركة في بيئة انتخابية تخضع لرقابة شديدة.

وفي جوهر الأمر، في حين يبدو أن هم‌میهن تعترف بالمرحلة الحاسمة التي يقف عندها خامنئي ونظامه، فإن الحلول المقترحة تبدو وكأنها تعود إلى الوضع الراهن، وتتجنب التغيير الجذري أو المواجهة. ووفقًا للمقال، فإن هذا النهج يخاطر بإدامة الظروف نفسها التي أدت إلى المأزق الحالي، مما يشير إلى توافق سري مع استراتيجية خامنئي للبقاء من خلال المعارضة الخاضعة للرقابة والإصلاح المحدود.

في الختام، يعكس تحليل صحيفة “هم‌میهن” تفاعلًا معقدًا بين الاعتراف والتجنب، والاعتراف بالموقف غير المستقر للنظام، مع التحذير في الوقت نفسه من هذا النوع من الإجراء الحاسم الذي يمكن أن يغير المسار السياسي الإيراني بشكل أساسي. يعد هذا السرد بمثابة تذكير بالرقص المعقد بين فصائل السلطة. ولا يخفى على أحد أن كتابة هذه الصحيفة تعكس الفصيل المهزوم من النظام، ومن الواضح كالشمس للشعب الإيراني أن هذا الفصيل لا يبحث عن الثورة والتغيير، ولا يبحث عن تغییر محتوى الدستور.

لكن هذه الكتابة تشير إلى الخوف من أن تتغير الأحوال التي تحكم المجتمع، وقد سادت هذه الفئة وهم يعلمون جيدًا أن طريق خامنئي سيؤدي حتمًا إلى مواجهة مع الشعب وسقوط مؤكد، وأنهم يعلمون مصيرهم مرتبط بمصير خامنئي حتى النخاع.ويجب أن يُعزى هذا النوع من الاعتراف في الصحيفة الحكومية إلى الظروف الجذرية للمجتمع، والتي ستزيل غطاء هؤلاء من إيران عاجلًا أم آجلًا وترفع علم الديمقراطية في هذا البلد.