منشآت النفط الليبية تسيل لعاب الميليشيات..

توقف إنتاج حقل الفيل النفطي في ليبيا للمرة الثانية

طرابلس

أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا اليوم الخميس عن توقف الإنتاج في حقل الفيل النفطي بسبب ما قالت إنه "إغلاق صمام" وهو ثاني توقف في الحقل الواقع في جنوب غرب البلاد خلال أسبوعين متعاقبين.

وقالت المؤسسة الليبية في بيان إن الصمام المغلق يقع في خط أنابيب التصدير الذي يمتد لمئات الكيلومترات من الحقل إلى ساحل البحر المتوسط شمالا، دون تحديد موقعه.

وقال مصطفى صنع الله رئيس المؤسسة في فيينا قبل اجتماع أوبك "للأسف خسرنا اليوم 73 ألف برميل نفط يوميا".

ونقل بيان عن صنع الله قوله إن "هذه محاولة إجرامية أخرى تعرقل عمل المؤسسة الوطنية للنفط وتلحق الضرر بالاقتصاد الليبي".

وتدير حقل الفيل شركة مليتة للنفط والغاز وهي مشروع مشترك بين المؤسسة الوطنية للنفط وشركة إيني الإيطالية. ويضخ الحقل الخام إلى مرفأ مليتة في غرب ليبيا.

وقال صنع الله أمس الأربعاء إن إنتاج ليبيا النفطي يتراوح في الوقت الراهن بين 1.25 و1.3 مليون برميل يوميا.

ودعا صنع الله، القادة المحليين والسلطات في المنطقة لتحديد هوية مرتكبي هذا الفعل، مشيرا إلى إبلاغ النائب العام عن الحادثة، كما "ستحرص على محاسبة المسؤولين عن هذا الفعل المشين".

وفي الأعوام القليلة الماضية، تعرض إنتاج النفط الليبي لاضطرابات بسبب اغلاقات وهجمات واحتجاجات في عدة حقول وخطوط أنابيب وموانئ وإن كان الإنتاج استقر نسبيا في الشهور الماضية.

ويأتي هذا الإغلاق بعد توقف آخر في حقل الفيل في الأسبوع الماضي نتيجة اشتباكات بين مجموعات مسلحة تابعة لحكومة الوفاق حاولت الاستلاء عليه وقوات الجيش الوطني الليبي التي استعادت السيطرة على الحقل ومنشآته.

رئيس المؤسسة الليبية للنفط يعلن من فيينا قبل اجتماع أوبك عن خسارة 73 ألف برميل نفط يوميا

واقتحمت المجموعة المسلحة حقل الفيل النفطي، ثاني أكبر الحقول النفطية جنوب غربي ليبيا، في تحد لقوات الجيش الوطني الليبي التي تتحكم في المنشآت النفطية.

واتهم اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم قوات الجيش الوطني الليبي قوات تابعة لحكومة الوفاق بالضلوع في الهجوم.

وأكد المسماري، أن القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية أثبتت بهذه العملية قدرتها على حماية جميع الأراضي الليبية، وأنها لن تتهاون في ردع المخربين الإرهابيين وكل من تسول له نفسه المساس بمقدرات الشعب الليبي، خاصة قطاع الغاز والنفط وحماية مصالح الشركات الأجنبية الشريكة، والتي تمثل دولا صديقة ومصالح مشتركة.

ورغم تواصل الاشتباكات حول طرابلس بين قوات الجيش الليبي للسيطرة على العاصمة وقوات حكومة الوفاق والميليشيات التي تقاتل إلى جانبها منذ نيسان/أبريل، لم يتأثر الإنتاج النفطي في ليبيا بالمعارك.

لكن مع اقتراب قوات حفتر من دخول طرابلس واحكام السيطرة على الوضع، بدأت الميليشيات التي تقاتل ضمن حكومة الوفاق تستهدف بعض حقول النفط ضمن خطة منسقة لتشتيت تركيز قوات الجيش على محاور المعارك الرئيسية.

وقال مسؤول عسكري في الجيش الوطني الليبي إن طائرات هليكوبتر من طراز إم آي-35 استهدفت الخميس الماضي قوات تشادية معارضة كانت تتأهب لمهاجمة حقل الشرارة النفطي أكبر الحقول في البلاد.

وتعاني الجماعات المسلحة من نقص التمويل والعزلة بسبب استنزاف قوات حفتر لها في ظل صموده في مواقعه التي نجح في السيطرة عليها على تخوم العاصمة.

ويفسر لجوء الميليشيات والقوات التابعة لحكومة فائز السراج للسيطرة على الحقول النفطية على إنهاكها عقب أكثر من ستة أشهر قتال.

وتؤكد قيادات عسكرية في قوات حفتر على أهمية العمل على استنزاف قوة الميليشيات تمهيدا لاقتحام العاصمة. بالإضافة إلى ذلك لم تعد قوات الوفاق قادرة على تمويل الحرب بميزانية عاجزة وديون مثقلة وسط نقص في المواد الغذائية والسيولة ما ينبئ باستحالة صمودها أمام قوات الجيش الليبي أكثر.