صحف..

هدنة اليمن تصل إلى مفترق طرق وسط تهديد حوثي بعودة الحرب

"أرشيفية"

موسكو

تصل الهدنة الأممية في اليمن إلى مفترق طرق مع انتهاء فترة تمديدها الأخيرة مساء الأحد، بعدما رفضت جماعة الحوثي مقترحا محدّثا من المبعوث الأممي إلى اليمن، وتهديدها بعودة الحرب.

التعنت الحوثي إزاء تمديد الهدنة قابلته مرونة من جانب الحكومة اليمنية، التي أكدت أنها ستتعامل بإيجابية مع المقترح الجديد الذي تلقته السبت من مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانز غروندبرغ بشأن تمديد الهدنة وتوسيعها، بعد دراسته، انطلاقا من حرصها ودعمها للجهود الرامية إلى تخفيف المعاناة الإنسانية لجميع اليمنيين دون تمييز.

وعلى الرغم من حالة الحراك الدبلوماسي والجهود الدولية الداعمة لتمديد الهدنة في اليمن وتوسيعها لفترة أطول، إلا أن الحوثيين أعلنوا رفض مقترح الأمم المتحدة الأخير، مصرّين على تنفيذ شروطهم وتضمينها ضمن بنود توسعة الهدنة وتمديدها.

وأصدر الفريق الممثل عن جماعة الحوثي مساء السبت بيانا أوردته قناة "المسيرة" الفضائية الناطقة باسم الحوثيين، أعلن فيه عن وصول تفاهمات الهدنة إلى "طريق مسدود"، تزامنا مع تهديدات أطلقها المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع على تويتر، عن إمكانية عودة الحرب مجددا، فور انتهاء الهدنة.

وقال البيان إن "تفاهمات الهدنة وصلت إلى طريق مسدودة، رغم الجهود التي بذلناها لاستثمار الهدنة كفرصة للتقدم في معالجة الأوضاع الإنسانية وإنهاء الحصار وتثبيت وقف إطلاق النار في عموم اليمن".

وأضاف "قبلنا بالتمديد الأول والثاني على أمل أن يكون هناك أدنى شعور بالمسؤولية أو تفهم من قبل دول التحالف العربي والحكومة اليمنية".

وأردف البيان "خلال 6 أشهر من عمر الهدنة لم نلمس أي جدية لمعالجة الملف الإنساني كأولوية عاجلة وملحة".

وأشار إلى أن "رغبة الطرف الآخر ليست السلام بقدر ما هي إبعاد دول التحالف عن تداعيات الحرب والاستهداف المباشر، ومحاصرتها داخل اليمن"، وهدد البيان بخيار المواجهة العسكرية.

ويشترط الحوثيون أن يتم صرف مرتبات موظفي قطاعات الدولة في مناطق سيطرتهم من عائدات مبيعات النفط الخام والغاز في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، إلى جانب تمسكهم بفتح طرق فرعية في مدينة تعز المحاصرة منذ 8 سنوات، غير التي تم التوافق عليها قبيل انطلاق الهدنة في أبريل الماضي.

وتمثّل نقطتا صرف مرتبات موظفي الدولة في مناطق سيطرة الحوثيين، وفتح الطرقات في مدينة تعز والمحافظات الأخرى، جوهر الخلاف بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي، إذ تتهم الحكومة الشرعية الحوثيين بالاستيلاء على الإيرادات المالية لموانئ الحديدة الخاضعة لسيطرتهم، بدلا من تسخيرها لدفع مرتبات المواطنين وفقا لكشوفات الرواتب في العام 2014، إلى جانب رفضهم فتح طرق تعز والمدن الأخرى، وفق التزاماتهم تجاه الهدنة.

ودعا رئيس ما يسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى" التابع للحوثيين الشركات النفطية والملاحية الأجنبية العاملة في اليمن إلى إيقاف أنشطتها بشكل كامل في البلاد، ابتداء من مساء الأحد، موعد انتهاء الفترة الأخيرة من الهدنة، وفقا لما نقلته النسخة الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي من وكالة الأنباء اليمنية "سبأ".

وهدد المتحدث العسكري لجماعة الحوثي يحيى سريع عبر تويتر الشركات الأجنبية العاملة في اليمن بأن "القوات المسلحة بصدد الاستعداد والجاهزية لأي تطورات"، محمّلا الشركات الأجنبية "مسؤولية تجاهل ما سيصدر خلال الساعات المقبلة".

وشددت كل من الولايات المتحدة الأميركية ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا والصين على ضرورة تمديد الهدنة وتوسعتها، نظرا لانعكاساتها الإيجابية على حياة اليمنيين خلال الأشهر الماضية، داعية جميع الأطراف إلى الانخراط البناء مع جهود مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن.

ورحب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال اتصال هاتفي بنظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان السبت، بدعم المملكة العربية السعودية لتمديد الهدنة في اليمن، وفق بيان لوزارة الخارجية الأميركية.

وأضاف البيان أن الطرفين تبادلا وجهات النظر حول جهود إرساء السلام هناك، حيث شدد بلينكن على أهمية استمرار دعم المجتمع الدولي لمجلس القيادة الرئاسي في البلاد.

وأتت هذه التطورات بينما عبّر السفير الأميركي لدى اليمن ستيف فاجن عن قلقه من عدم إحراز تقدم يذكر في هذا الملف.

ودعا السفير عبر حسابه على تويتر الأطراف اليمنية إلى عدم إهدار جهود الأشهر الستة الماضية، وقبول تمديد الهدنة وتوسيعها.

وأعلن الاتحاد الأوروبي السبت دعمه لدعوة المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ الأطراف اليمنية إلى قبول مقترحه تمديد الهدنة.

وقالت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن إن التكتل "يدعم وبشكل كامل دعوة الأمين العام للأمم المتحدة للأطراف اليمنية إلى قبول مقترح الهدنة المقدم من قبل المبعوث الأممي".

وأضافت في تغريدة عبر حسابها الرسمي على تويتر "حان الوقت لتعزيز وتطوير الهدنة، بما في ذلك فتح الطرق والاتفاق على دفع الرواتب".

وأكدت أن الهدنة "حققت الكثير من الفوائد ويمكن أن تجلب المزيد للشعب اليمني".

وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي في بيان له السبت إن الحوثيين يواصلون تعريض المحادثات للخطر، وحرمان اليمنيين من مستقبل سلمي، مشيدا في الوقت نفسه بالتزام الحكومة اليمنية في تعاطيها تجاه الهدنة.

وطوال الأشهر الستة الماضية من عمر الهدنة اليمنية، لم تبد جماعة الحوثي أي التزام تجاه بنودها، خاصة في ما يتعلق بفتح الطرقات في مدينة تعز المحاصرة والمحافظات الأخرى، ورفضها دفع مرتبات موظفي الدولة في المناطق الخاضعة لسيطرتها من عائدات سفن المشتقات النفطية الواصلة إلى ميناء الحديدة، إلى جانب استمرارها في ارتكاب خروقات ضد الجيش اليمني، ومواصلتها عمليات التحشيد العسكري في أكثر من محافظة.