العلاقات السودانية الأثيوبية

السودان يسعى للتهدئة مع إثيوبيا حتى يتفرغ لحل أزمته الداخلية

زيارة للتخفيف من الضغوط

أديس أبابا

 يسعى السودان للتهدئة مع إثيوبيا من أجل التفرغ لحلحلة أزمته الداخلية التي تسبب فيها الانقلاب الذي نفذه قائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان في الخامس والعشرين من أكتوبر من العام الماضي.

وفي هذا الصدد التقى نائب رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول محمد حمدان دقلو السبت في أديس أبابا بوزير الدفاع الإثيوبي أبراهام بلاي، في أول زيارة لمسؤول كبير من الخرطوم إلى الدولة المجاورة بعد عام من التوتر في منطقة حدودية متنازع عليها، وفق ما أعلنت شبكة “فانا” الإعلامية الإثيوبية ووكالة الأنباء السودانية.

وأوردت وكالة السودان للأنباء “سونا” أن الفريق أول دقلو سيبحث “العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتطويرها بما يخدم مصالح البلدين في المجالات كافة”.

وأعلن مجلس السيادة الانتقالي في السودان أن دقلو “وصل إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا صباح اليوم (السبت)” في زيارة رسمية تستغرق يومين، و”كان في استقباله بمطار بولي الدولي وزير الدفاع الإثيوبي أبراهام بلاي، ومدير المخابرات وعدد من المسؤولين في الحكومة الإثيوبية إلى جانب طاقم السفارة السودانية بأديس أبابا في مقدمتهم السفير جمال الشيخ”.

وبعيد وصول نائب رئيس مجلس السيادة السوداني إلى أديس أبابا نشر رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد تغريدة رحب فيها بدقلو، معربا عن تقديره “للأواصر التاريخية العميقة التي تربط بين شعبينا الشقيقين والتي لا يجوز فصلها مهما كانت الظروف”.

وتابع آبي أحمد “سوف نسعى ببذل قصارى جهدنا للحفاظ عليها ولتعزيزها بما فيه الخير لبلدينا ولأبناء شعبينا”.

وأعلنت الخرطوم قبل أقل من شهرين أنها فقدت ستة جنود في منطقة الفشقة الحدودية الخصبة المتنازع عليها، متهمة “الجيش وميليشيات إثيوبية” بالوقوف وراء ذلك. لكن أديس أبابا نسبت ذلك إلى متمردين من تيغراي تقاتلهم منذ أكثر من عام في نزاع دفع عشرات الآلاف من الإثيوبيين إلى اللجوء إلى السودان.

وقد يُدرج هذا النزوح وأعمال العنف وقضية الحدود والمياه على جدول أعمال هذه “الزيارة الرسمية التي تستغرق يومين” حسب الوكالة التي أوضحت أن الفريق أول دقلو المعروف بـ”حميدتي” سيلتقي خلالها “بعدد من المسؤولين في إثيوبيا”، دون تسميتهم.

وعلى الرغم من عدة جولات من المفاوضات لم يتمكن السودان وإثيوبيا اللذان يدور بينهما خلاف منذ أكثر من عشر سنوات على سد النهضة الذي بنته أديس أبابا على نهر النيل من التوصل إلى اتفاق بشأن ترسيم الحدود بينهما.

ويشكل سد النهضة الذي يفترض أن يصبح أكبر منشأة لتوليد الطاقة الكهرمائية في أفريقيا مصدر قلق للخرطوم والقاهرة اللتين يمر النهر من أراضيهما وتخشيان انخفاض إمدادات المياه.

وتأتي هذه الزيارة بينما يشهد البلدان دوامة من أعمال العنف، فالحرب الأهلية تتفاقم في إثيوبيا، بينما يشهد السودان تظاهرات يجري قمعها منذ انقلاب الخامس والعشرين أكتوبر وقتل فيها أكثر من سبعين شخصا.