قرداحي يلطّف كلامه عن اعتداءات السعودية في اليمن

بيروت

قال وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي مساء الثلاثاء على تويتر أنه لم يقصد الإساءة للسعودية أو الإمارات حين قال انهما تشنان "اعتداءات" في اليمن معتبرا أن حديثه عن ضرورة توقف الحرب يعكس "محبة" للرياض وأبوظبي.
وبهدف احتواء تصريحات وزير الاعلام، أصدر رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي بيانا قال فيه ان الحكومة تدين اي تدخل في الشؤون الداخلية للسعودية، التي لم تعلق رسميا على تصريحات قرداحي التي ادلى بها ضمن برنامج تلفزيوني قبل توليه وزارة الاعلام.
وقرداحي من مؤيدي جماعة حزب الله التي تعتبرها السعودية تنظيما ارهابيا وتلقي عليها باللوم في الأزمة الخانقة التي يشهدها لبنان. وينشط حزب الله عسكريا في اليمن لمساعدة الحوثيين في القتال.
وأعرب مجلس التعاون الخليجي الأربعاء عن "رفضه التام" لتصريحات قرداحي حول الأزمة اليمنية، معتبرا أنها "تعكس فهماً قاصراً وقراءة سطحية للأحداث".
وكتب قرداحي على حسابه في تويتر "منذ صباح اليوم وبعض وسائل الإعلام اللبنانية والعربية وبعض المواقع الإلكترونية تتداول مقطعا من مقابلة أجريتها مع قناة الجزيرة أونلاين وورد فيها كلام لي عن حرب اليمن".
واعتبر أن "الجهات التي تقف وراء هذه الحملة اصبحت معروفة وهي التي تتهمني منذ تشكيل الحكومة بأني آت لقمع الإعلام".
وأوضح أن "هذه المقابلة أجريت في 5 أغسطس/ آب الماضي أي قبل شهر من تعييني وزيرا في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي".

لم أقصد ولا بأي شكلٍ من الأشكال الإساءة للسعودية أو الامارات اللتين أكنّ لقيادتيهما ولشعبيهما كل الحب والوفاء

وتابع قرداحي "لم أقصد ولا بأي شكلٍ من الأشكال الإساءة للمملكة العربية السعودية أو الامارات اللتين أكنّ لقيادتيهما ولشعبيهما كل الحب والوفاء".
واضاف "ما قلته بأن حرب اليمن أصبحت حربا عبثية يجب أن تتوقف، قلته عن قناعة ليس دفاعا عن اليمن ولكن أيضاً محبةً بالسعودية والإمارات. عسى أن يكون كلامي والضجة التي أثيرت حوله سبباً بإيقاف هذه الحرب المؤذية لليمن ولكل من السعودية والإمارات".
ومنذ مارس/ آذار 2015 ينفذ تحالف تقوده السعودية عمليات عسكرية في اليمن دعما للقوات الحكومية في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران والمسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.
من جهته، قال ميقاتي في بيانه إنه "والحكومة حريصون على نسج أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية" مع إدانة "أي تدخل في شؤونها الداخلية من أي جهة أو طرف".
وأضاف أن حديث قرداحي "يندرج ضمن مقابلة أجريت معه قبل توليه منصبه الوزاري بعدة أسابيع وهو كلام مرفوض ولا يعبر عن موقف الحكومة إطلاقا خاصة في ما يتعلق بالمسألة اليمنية وعلاقات لبنان مع أشقائه العرب وتحديدا الأشقاء في السعودية وسائر دول مجلس التعاون الخليجي".
وفور انتشار المقابلة قالت وسائل إعلام لبنانية إن أزمة دبلوماسية جديدة تلوح في الأفق بين لبنان والسعودية. ونقلت قناة "أم تي في" عن مصادر سعودية لم تسمها "نحن أمام أزمة دبلوماسية حادة بسبب تصريحات قرداحي".
وبينما لم يصدر تعقيب عن السفير السعودي لدى بيروت وليد بخاري اكتفى عبر حسابه في تويتر بإعادة نشر أخبار تتحدث عن أزمة دبلوماسية جديدة مع لبنان.
وتاريخيا كانت تسود علاقات مميزة بين الرياض وبيروت لكنها باتت تشهد توترات من آن إلى آخر. ففي مايو/ أيار الماضي طلب وزير الخارجية اللبنانية آنذاك شربل وهبة إعفاءه من مهامه إثر تصريحات اعتبرها البعض مسيئة للسعودية ودول الخليج.
وتتهم السعودية حزب الله حليف إيران بأنه يسيطر على القرار السياسي والأمني في لبنان فضلا عن تدخله في حرب اليمن بدعم جماعات تعمل ضد المملكة.