العلاقات الإسرائيلية الإيرانية

إسرائيل تخطط لمهاجمة المنشآت النووية في إيران إذا تعثرت مفاوضات فيينا

الجيش الإسرائيلي يغير سلم أولوياته

القدس

أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن الحكومة الإسرائيلية أوعزت للأجهزة الأمنية بإعداد خطط لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية في حال تعثر المفاوضات النووية.

وقالت الهيئة الثلاثاء “بحسب تقديرات استخبارية عُرضتْ على المستوى السياسي في البلاد خلال الأشهر الأخيرة، فإن إيران تسعى لنصب صواريخ أرض جو في سوريا ولبنان والعراق ومناطق أخرى، بهدف اعتراض غارات جوية إسرائيلية”.

وتابعت “تشير هذه التقديرات الاستخبارية إلى أن قوة سورية أطلقت صواريخ من منظومة إيرانية للدفاعات الجوية على طائرات من سلاح الجو الإسرائيلي”.

وتجري الحكومة الإسرائيلية اتصالات ومشاورات مكثفة مع الولايات المتحدة حول الملف النووي الإيراني.

وتقول إسرائيل إنها تعارض عودة واشنطن للاتفاق النووي مع إيران.

وأفادت صحيفة “إسرائيل هيوم” بأن سلاح الجو الإسرائيلي سيبدأ العام المقبل الاستعدادات للتدرب على هجوم محتمل ضد إيران، وذلك تزامنا مع تقديم إيران برنامجها النووي.

وقالت الصحيفة في تقرير إن التقديرات تشير إلى أن التجهيزات ستستمر لمدة عام على الأقل، بالإضافة إلى الحاجة لمعلومات استخباراتية حديثة وتجهيز عدة إمكانيات للعمل.

وسيتطلب سلاح الجو الإسرائيلي أيضا تغييرا في بناء قوته، وتأهيل عناصره، وصيانة طائراته وشراء المزيد من قطع الغيار للرحلات لمسافات طويلة.

وقرر الجيش الإسرائيلي خلال الأشهر الأخيرة أن يغير مجددا سلم أولوياته والاستعداد لإمكانية خيار عسكري لتنفيذ هجوم ضد إيران، بحسب الصحيفة.

وأشارت الصحيفة إلى أن “السلطات الإسرائيلية أهملت هذا الخيار عام 2016 بعد أشهر من توقيع إيران على الاتفاق النووي”.

وفي الآونة الأخيرة، على ضوء رفع الأميركيين عقوبات اقتصادية كبيرة عن طهران، وتزامنا مع استمرار إيران بتطوير برنامجها النووي دون العودة إلى الاتفاق، فإن إسرائيل اتخذت قرارا بالعودة للاستعداد لإمكانية تنفيذ هجوم ضد إيران، وتم رصد ميزانية لهذا الأمر.

وصادق رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية أفيف كوخافي على الخطة، وأن “توقعات سلاح الجو الإسرائيلي تشير إلى أن تنفيذ الخطة سيتطلب حوالي عام أو أكثر”.

وتهدف مفاوضات فيينا لإعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي، وتمهيد الطريق لتراجع إيران عن تملصها من القيود التي فرضت عليها بموجبه، فزادت عمليات تخصيب اليورانيوم إلى 20 في المئة، متجاوزة نسبة 3.67 في المئة المسموح بها.

وقالت الولايات المتحدة الإثنين إنها تدعم حوار الاتحاد الأوروبي مع إيران، باعتبار الاتحاد منسق الاتفاق النووي المبرم عام 2015، لكنها أكدت أن ”الغاية النهائية“ لمحاولة إحياء الاتفاق هي استئناف المحادثات في فيينا.

وقال نيد برايس المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية للصحافيين ”الاتحاد الأوروبي هو منسق خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)، ونحن نؤيد بشدة حوار الاتحاد الأوروبي مع إيران بهذه الصفة“، مضيفا أن ”الغاية النهائية ينبغي أن تكون فيينا“.

وفي شهر مايو من عام 2018 انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي الموقع في 2015 بين إيران ومجموعة (5+1)، التي تضم روسيا وبريطانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، وفرضت على طهران عقوبات اقتصادية.

وذكر موقع “مونيتور” الأميركي أن مسؤولين إسرائيليين، وفي مقدمتهم وزير الأمن بيني غانتس، اقترحوا على المسؤولين الأميركيين “سلسلة من الإجراءات، مثل الانتقال إلى زيادة الضغط على إيران، عبر تحريك حاملة طائرات أو اثنتين، أو تسريب عن نجاح قنبلة تفجير مخابئ محصّنة، حتى يفهموا في طهران أن التهديد جدي”.

وأشار الموقع إلى عدم ثقة الجانب الإسرائيلي بكلام المسؤولين الأميركيين حول ردع إيران، وقال “عندما سئل المسؤولون الأميركيون خلال الاجتماعات مع الإسرائيليين عما يخطّطون له إن لم يعد الإيرانيون إلى الاتفاق النووي، زعم الأميركيون أنهم قد يختارون في النهاية القيام بنشاط عسكري، لكنّ الجانب الإسرائيلي غير مقتنع، ويرى أنه لا يمكنك الانتقال فجأة من صفر إلى مئة؟ فالتحضير لعملية عسكرية يستغرق وقتا ويتطلب تدابير وخطة معيارية وإظهار التصميم والتحفيز”. وأشار المسؤول الإسرائيلي “لم نرصد أيّا من هذه الأمور عند الجانب الأميركي، وهذا ما يخيفنا”، بحسب الموقع.

وصادقت الحكومة الإسرائيلية الأسبوع الماضي على تخصيص مبلغ  يقدر بـ1.5 مليار دولار في الميزانية العامة الإسرائيلية، تضاف إلى ميزانية الجيش لغرض بناء قدرة عسكرية على مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.

وعبر وزير المالية أفيغدور ليبرمان عن سعادته بهذا القرار. وقال في تصريحات تلفزيونية إن مواجهة مع إيران هي مسألة وقت، والأمر لن يستغرق مدة طويلة وستكون قريبة.
ورفض ليبرمان المراهنة على المفاوضات قائلا “أي عملية دبلوماسية أو اتفاق لن يوقف البرنامج النووي الإيراني”.

وبحسب ما تناقله المراسلون العسكريون في العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن هناك قلقا لدى ممثلي المؤسسة الأمنية من أن إيران تماطل، وتستغل الوقت لتراكم الصعوبات أمام استئناف المحادثات حول الاتفاق النووي في فيينا، ما أدى إلى وصول عملية التفاوض إلى مأزق، بل إن الجهود الدبلوماسية المبذولة لإعادة إحياء الاتفاق النووي تراوح مكانها.

ويرى الإسرائيليون أن إيران تبذل جهودا كبيرة منذ انتخاب الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي، ليس في التسارع للوصول إلى قنبلة نووية فحسب، إنما في إقامة العلاقات مع عدد من الدول في الشرق الأوسط، وهذا بحد ذاته يشكل قلقا لإسرائيل.