تفشي كورونا فاقم متاعب الاقتصاد التركي..

تركيا لم تعد تقوى على الاستمرار في إجراءات الغلق

التدابير التي اتخذتها الحكومة التركية للحد من تفشي فيروس كورونا تربك حركة التجارة والإنفاق والتصنيع وثقة المستهلكين بعد أن دفعت إجراءات احتواء الفيروس الاقتصاد التركي نحو ثاني انحسار له خلال أقل من سنتين.

أنقرة

قال مسؤول كبير إن الحكومة التركية تسعى لبدء إعادة فتح الاقتصاد في نهاية مايو/أيار بعدما تباطأ بشدة بسبب إجراءات احتواء تفشي فيروس كورونا، مضيفا أن المسؤولين سيسعون لتجنب موجة ثانية من العدوى.

 

وعلى صعيد منفصل، قال رئيس جمعية مراكز التسوق التركية إن هناك خططا لإعادة فتح تدريجي للمراكز اعتبارا من 11 مايو/أيار بناء على طلب تجار التجزئة وموافقة مجلس استشاري تابع للسلطات الصحية.

 

وأغلقت تركيا مراكز التسوق والمدارس والمطاعم والمقاهي للحد من زيادة حالات الإصابة بمرض كوفيد-19. ومع ذلك لا تزال بعض أماكن العمل مفتوحة. وفرضت أوامر جزئية بالبقاء في المنزل وأغلقت الحدود إلى حد كبير وبطّأت حركة التنقل الداخلية.

 

وأظهرت بيانات وزارة الصحة التركية اليوم الثلاثاء أن عدد الأشخاص الذين توفوا بسبب كوفيد-19 في تركيا ارتفع بواقع 92 في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة ليصل العدد الإجمالي إلى 2992، استمرارا في الاتجاه النزولي.

 

وأظهرت البيانات أن العدد الإجمالي لحالات الإصابة ارتفع من 2392 حالة إلى 114653، وهو الأعلى خارج أوروبا الغربية أو الولايات المتحدة.

 

والزيادة المسجلة اليوم الثلاثاء أعلى قليلا من اليومين الماضيين، لكنها لا تزال تتماشى بشكل عام مع الانخفاض منذ أن بلغت ذروتها بما يزيد على 5000 في منتصف أبريل/نيسان.

 

وتعافى حتى الآن 38809 أشخاص من فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض الجهاز التنفسي كوفيد-19.

وتحتل تركيا المركز السابع عالميا من حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا المستجد بما يتجاوز 112 ألف حالة. وبينما توفي نحو 2900 شخص بالمرض، انخفض عدد الوفيات المسجلة حديثا خلال الأيام الثمانية الماضية.

 

وقال المسؤول التركي الكبير "حين ننظر في عدد حالات الإصابة والوفيات نشعر أننا وصلنا لنقطة إيجابية. هناك إمكانية لإعادة فتح الاقتصاد حتى هذه اللحظة."

 

وأضاف "أشارت الدراسات في الآونة الأخيرة إلى أن إعادة فتح الاقتصاد ستكون ممكنة في نهاية مايو/أيار والتطورات الراهنة تؤكد ذلك. سنتخذ خطوات لإعادة الفتح دون السماح بموجة ثانية من العدوى".

 

وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه، إن مجلس الوزراء التركي ناقش يوم الاثنين إدخال المزيد من التعديلات الضريبية المحتملة والحوافز لحماية الوظائف وخفض تكاليف الشركات، مضيفا أن الحكومة تستهدف تعزيز قطاعي السياحة والطيران المتضررين بشدة.

 

وأضاف أن إعادة الفتح "ستسمح بقراءات إيجابية للناتج المحلي الإجمالي في النصف الثاني من العام وستقلل الانكماش السنوي هذا العام".

 

وارتبكت حركة التجارة والإنفاق والتصنيع وثقة المستهلكين، التي وصلت مستوى قياسي منخفض هذا الشهر، حيث دفعت إجراءات احتواء الفيروس الاقتصاد التركي نحو ثاني انحسار له خلال أقل من سنتين.

 

وقال حسين التاس مسؤول في مجلس مراكز التسوق في مقابلة، إن إعادة الفتح المرحلي المخطط لها من 11 مايو/أيار قد تستبعد في البداية دور السينما والملاعب والمطاعم، حيث سيكون من الصعب الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي، إلى أن توافق الحكومة.

 

وأضاف أن المدن الأكثر تضررا مثل اسطنبول، أسوأ منطقة من حيث تفشي الفيروس في تركيا، قد تبقى على الأرجح مغلقة لفترة أطول. موضحا أن كل مراكز التسوق في أنحاء البلاد قد يُعاد فتحها بحلول يونيو/حزيران.

 

وفي تطور على صلة بتفشي فيروس كورونا أعلنت شركة الخطوط الجوية التركية الثلاثاء، تمديد تعليق جميع رحلاتها الخارجية والداخلية لغاية 28 مايو/أيار المقبل ضمن تدابير مكافحة فيروس كورونا.

 

وقال المدير العام للشركة بلال أكشي في تغريدة عبر تويتر "نعلم أن الأمر صعب لكن للفوز في هذه المعركة يجب علينا الصبر قليلا"، مضيفا أنه "للأسف اضطررنا إلى تعليق كافة الرحلات الداخلية والخارجية إلى غاية 28 مايو 2020".

 

وكانت الخطوط الجوية التركية قد علقت رحلاتها الخارجية أول مرة في 17 أبريل/نيسان قبل أن تمدد التعليق لاحقا، أما رحلاتها الداخلية فتم تعليقها جزئيا في 29 مارس/آذار الماضي.