الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل حراك يراوح مكانه

إسرائيل تعتمد على الظروف لاستعادة الأسرى

القدس

تراوح مفاوضات تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس مكانها دون تحقيق أي اختراق يُذكر، فيما يعزو مراقبون تعثر المفاوضات إلى عدم جدية الطرفين.

وتعتقل إسرائيل نحو 4850 فلسطينياً بينهم 41 أسيرة و225 طفلاً، وفق مؤسسات مختصة بشؤون الأسرى.

وفي المقابل تحتفظ حماس بأربعة إسرائيليين بينهم جنديان أُسرا خلال الحرب على غزة صيف عام 2014 (دون الإفصاح عن مصيرهما أو وضعهما الصحي)، والآخران دخلا غزة في ظروف غير واضحة خلال السنوات الماضية.

ومؤخراً كشفت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة أنها قّدمت لوسطاء إطاراً لصفقة تبادل، لكنها لم تتلقّ رداً إيجابياً.

وقال زاهر جبارين عضو المكتب السياسي للحركة والمسؤول عن ملف الأسرى إن حركته “أبدت استعداداً لإنهاء صفقة تبادل بأسرع وقت ممكن باعتبارها ملفاً إنسانياً”.

لكن جبارين نفى قرب إتمام صفقة تبادل، مُتهماً إسرائيل بممارسة “عملية تضليل أمام الجمهور الإسرائيلي بهدف استعادة جنودها دون ثمن”. وأضاف “بين الفينة والأخرى فُتحت آفاق وقُدمت مقترحات بشأن الصفقة، لكنها جميعاً اصطدمت بالموقف الإسرائيلي الرافض لعقد الصفقة”.

ولم يُخفِ أن الاختراق الوحيد الذي حدث هو “تمكّن الحركة من فصل ملف تبادل الأسرى عن إعمار غزة ورفع الحصار” بعدما كانت إسرائيل تُصر على ربط تحسين الأوضاع الاقتصادية للقطاع بإنهاء ملف جنودها الأسرى.

وفي وقت سابق أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أن إحدى مهامه في قطاع غزة هي إعادة الجنود الإسرائيليين الأربعة. وعن استعداده لإبرام صفقة تبادل مع حماس، قال بينيت “يعتمد ذلك على الظروف، بالتأكيد في ظلّ ظروف معينة نعم، وفي ظروف معينة لا”، دون المزيد من التوضيح.

ويقول مصطفى الصواف الكاتب والمحلل السياسي إن “الإطار الذي قدمته حماس لم يحمل جديداً، بل يتماشى مع ما تحدث به الإعلام المصري سابقاً عن صفقة تبادل تتم على مرحلتين”.

وعبّر الكاتب والمحلل السياسي شاكر شبات عن اعتقاده أن قضية الأسرى الستّة الذين فرّوا من سجن جلبوع مؤخرا حرّكت المياه الراكدة في ملف صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل بوساطة مصرية.

وفي السادس من سبتمبر الجاري فرّ ستة أسرى من سجن جلبوع شمالي إسرائيل عبر نفق، وأُعيد اعتقالهم لاحقا. وأوضح شبات أن “الحديث عن صفقة تبادل مستمر منذ عام 2014، لكن دون نتائج”. وأضاف أن حماس تدرك أن “وجود الجنود الإسرائيليين لديها سيصل في نهاية المطاف إلى عقد صفقة تبادل، لكن المرونة تكون في التكتيك، وفي آلية الصفقة”.

ويرى متابعون أن إسرائيل لم تتخلّ عن ملف تبادل الأسرى والإفراج عن جنودها، وأن الفترة التي لا تحدث فيها مفاوضات بين الطرفين، تعتبر وسيلة للضغط على حماس.  ويشير هؤلاء إلى أن إظهار إسرائيل نفسها بأنها لم تعد تكترث بهذا الملف، وأنه لم يعد على درجة من الأهمية في أجندتها، يعدّ جزءاً من المفاوضات.

ويقول المحلل السياسي هاني العقّاد إن هناك جدية إسرائيلية في العودة إلى المفاوضات، لكن الوضع الحالي للحكومة لا يُسعفها. ويضيف العقاد “الحكومة الإسرائيلية هشّة وضعيفة، ولا توجد دلائل واضحة تشير إلى قدرتها على عقد صفقة كبيرة لاستعادة الجنود الأسرى من غزة”.

لكنّه استدرك بالقول، إنه من الممكن اعتبار إبرام صفقة تبادل في عهد هذه الحكومة “مُنقذاً لها، ومُرسخاً لقواعدها إذا ما نجحت في استرضاء الشارع والمعارضة من خلال تلك الصفقة”.