رغم تنازلات الحكومة..

اليمن: الحوثيون يُفشلون جولة مفاوضات حول تبادل الأسرى

مشهد قد لا يتكرّر قريبا

واشنطن

انتهت جولة مفاوضات تبادل الأسرى بين الحكومة اليمنية والحوثيين الأحد، في العاصمة الأردنية عمان، دون إحراز أي تقدم رغم مرور نحو شهر على انطلاقها.

جاء ذلك في تصريحات مسؤول حكومي يمني مقرب من مشاورات الأسرى، فضل عدم ذكر اسمه، أن "جماعة الحوثي سعت بكافة الطرق إلى إفشال هذه الجولة، رغم قيام الجانب الحكومي بتقديم تنازلات في سبيل إنجاحها".

وأضاف المسؤول اليمني أن "جماعة الحوثي، قدمت أسماء أسرى لا وجود لهم، وطالبت بالإفراج عنهم، سعيا منها لإفشال الجولة".

وأوضح أن "الجماعة رفضت كذلك تبادل الصحافيين الأربعة المختطفين لديها والمحكوم عليهم بالإعدام، مقابل إطلاق سراح أسرى حرب حوثيين".

وأشار إلى أن "الفريق الحكومي طالب مرارا مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، بالضغط على الحوثيين لإنجاح الجولة، لكن دون جدوى".

وحثَّ غريفيث في 24 يناير الماضي، اللجنةَ الإشرافية المعنية بمتابعة تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى والمحتجزين -خلال اجتماعها الخامس في العاصمة الأردنية عمّان- على جعل إطلاق الأسرى ذوي الأولوية هدفا رئيسيا لمناقشات الاجتماع.

وتجمع اللجنة الإشرافية طرفي النزاع في اليمن، ويرأسها مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، واللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وطالب غريفيث طرفي النزاع بأن يجعلا إطلاق سراح جميع الأسرى والمحتجزين المرضى والجرحى وكبار السن والأطفال في أولوية مناقشاتهما، إضافة إلى إطلاق جميع المدنيين المحتجزين تعسفيا بمن فيهم النساء، على الفور ودون قيد أو شرط.

ولفت المصدر إلى أنه "من المتوقع أن يصدر مكتب المبعوث الأممي بوقت لاحق اليوم (الأحد) بيانا حول هذه الجولة"، دون تفاصيل أخرى.

وكان عضو وفد الحكومة اليمنية ماجد فضائل قال في تغريدات له على صفحته بموقع تويتر "إنه رغم التنازلات المستمرة التي قدمها ويقدمها الوفد الحكومي، فإن ميليشيا الحوثي مستمرة في تعنتها، وترفض إخراج أو مبادلة الصحافيين، وتطالب بأسماء لا وجود لها قد يكونون قتلوا في جبهات القتال أو أنهم وهميون".

واتهم فضائل المتمردين الحوثيين بالعمل على تعقيد ملف الأسرى وتعمد إفشال المحادثات، مؤكدا أن الوفد الحكومي جاء إلى عمان ولديه النية الكاملة والتوجيهات الواضحة من الرئيس اليمني للإفراج عن المزيد من الأسرى.

وأوضح فضائل أن ميليشيا الحوثيين وبعد أن أحست بأن هناك مراجعة لقرار تصنيفهم إرهابيين تغير سلوك فريقهم في الأردن، ويعملون بكل الطرق والسبل من أجل إفشال هذه الجولة.

وأضاف "تغريداتهم اليوم دليل واضح على أنهم سيفشلون هذا الاجتماع، لأنهم شعروا بأن موضوع التصنيف غير جاد".

واستكملت الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي في 16 أكتوبر الماضي تبادل 1061 أسيرا، في أكبر صفقة تبادل بين الطرفين منذ اندلاع الحرب بينهما قبل 6 أعوام، وذلك برعاية الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، ضمن اتفاق السويد الموقع قبل أكثر من عامين.

وفي مشاورات السويد، قدم الطرفان كشوفات أكثر من 15 ألف أسير ومعتقل ومختطف، غير أنه لا يوجد حاليا أي إحصاء دقيق بعدد أسرى الطرفين، لاسيما أن آخرين وقعوا في الأسر بعد هذا التاريخ.

ويشهد اليمن منذ 7 سنوات حربا أودت بحياة 233 ألف شخص وخلفت إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية على الإطلاق، وبات 80 في المئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، وفق الأمم المتحدة.

ويزيد من تعقيدات الوضع الإنساني في اليمن تدخل إيران ودعمها لجماعة الحوثي التي تستمر إلى اليوم في تنفيذ انتهاكات بحق المدنيين والأبرياء، كإخضاع الكثير منهم للتجنيد والقتال في صفهم ضد القوات الحكومية أو سجنهم وتعذيبهم، وإعاقة عمل منظمات الإغاثة وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين. 

ومنذ سنوات تبذل الأمم المتحدة جهودا دبلوماسية متكررة، بهدف التوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، غير أنها لم تفلح حتى اليوم في تحقيق أي تقدم ملموس على الأرض، فيما تواصل إيران دعم الانقلابيين الحوثيين وهو ما يقوض كل جهود إنهاء الحرب اليمنية.