'الأمل' الإماراتي على مدار المريخ في أعظم فتح عربي للفضاء

أبوظبي

نجحت الإمارات العربية المتحدة في وضع مسبار "الأمل" الإماراتي في مدار كوكب المريخ، لتصبح بذلك أول دولة عربية تصل إلى الكوكب الأحمر.

ووضع المسبار المعد لدراسة مناخ المريخ في المدار وهو المركبة الأولى من ثلاث ستبلغن الكوكب الأحمر في فبراير/شباط.

فقد أطلقت كل من الإمارات والصين والولايات المتحدة مهمات إلى كوكب المريخ في تموز/يوليو الماضي، مستفيدة من تموضع فضائي مؤاتٍ لإرسال دفعة جديدة من مركبات الاستكشاف إلى مدار الكوكب الأحمر أو إلى سطحه علمًا أنه الأكثر استقطابًا للاهتمام في المجموعة الشمسية.

وصرّح مدير مشروع الامارات لاستشكاف المريخ عمران شرف "إلى شعب دولة الإمارات، إلى الأمة العربية والإسلامية، نعلن نجاح وصول دولة الإمارات إلى مدار الكوكب الأحمر. الله منك الحمد".

وهذا يجعل الإمارات خامس وكالة فضاء تصل إلى الكوكب في أول مسبار عربي يقوم برحلة بين الكواكب. وبرنامج المريخ جزء من جهود الإمارات لتطوير قدراتها العلمية والتكنولوجية وتقليل اعتمادها على النفط.

وقال مسؤولون بمركز محمد بن راشد للفضاء في دبي إن وصول المسبار إلى مداره للمريخ يعد "أول إنجاز في تاريخ الأمة العربية، ويسهم في وضع العالم العربي على خريطة التميز المعرفي ويسهم في تعزيز قطاع الصناعات الفضائية في المنطقة".

واحتفاء بهذه اللحظة التاريخية، عُرضت صور قمري المريخ - فوبوس وديموس - في سماء دبي، لإتاحة "رؤية ما يراه المسبار"، وفق المكتب الإعلامي في دبي.

وبسبب التدابير المتخذة لاحتواء كوفيد-19 تم الحد من التجمعات لكن المواطنين عبروا عن فرحتهم على الهواء مباشرة على شاشات التلفزيون. وعلى الشبكات الاجتماعية، قال مستخدمو الإنترنت إن الإمارات، الدولة الخليجية الغنية، تشعرهم "بالفخر".

ووصل المسبار إلى مداره بالمريخ بعد رحلة استغرقت سبعة شهور قطع خلالها 493 مليون كيلومتر، بمتوسط سرعة يقدر بـ 121 ألف كيلومتر في الساعة.

وكانت مرحلة دخول المسبار إلى مدار الكوكب الأحمر هي الأهم والأخطر في رحلة المسبار، إذ كانت نسبة نجاحها لاتتعدى الخمسين بالمئة.

وللدخول إلى مدار المريخ، احتاج مسبار الأمل إلى أن يحرق بعضا من 800 كيلوجرام من الوقود الذي يحمله لإبطاء السرعة بما يكفي لعدم تجاوز الكوكب.

وتستهدف المهمة العلمية لمسبار الأمل الإماراتي توفير بيانات علمية لم توفرها المهمات المريخية السابقة، حيث سيوفر المسبار صورة هي الأشمل من نوعها للظروف الجوية والتغيرات المناخية على الكوكب الأحمر ومراقبة الطقس على مدار اليوم وبين فصول السنة المريخية الممتدة لـ 687 يوما بحسابات كوكب الأرض.

وهنأ توماس زوربوشين المدير المشارك لإدارة المهام العلمية في وكالة الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء الأميركية ناسا دولة الإمارات العربية المتحدة بنجاح وصول "مسبار الأمل" إلى المريخ.

وقال في تغريدة له على تويتر إن خطوة دولة الإمارات الجريئة لاستكشاف المريخ ستلهم الكثير من الدول لتحذو حذوها.

واستشهد ببيت شعر للشاعر العربي أبو الطيب المتنبي الذي يقول "إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ فَلا تَقنَعْ بما دونَ النّجومِ".

وأعرب عن أمله في التعاون مع الإمارات في مشروع استكشاف الكوكب الأحمر.

وقالت سارة الأميري وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة رئيسة مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، إن الإمارات بهذا الإنجاز هي الدولة الخامسة التي تنجح في إطلاق مهمات مريخية، وثالث دولة تصل إلى مدار المريخ بنجاح من المحاولة الأولى.

وأكد حاكم دبي ونائب رئيس الإمارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم اليوم الثلاثاء إن فرصة نجاح محاولة دخول مدار المريخ كانت تبلغ 50 في المئة.

وقال "هذه أبعد نقطة في الكون يصلها العرب عبر تاريخهم... هدفنا هو إعطاء أمل لجميع العرب، بأننا قادرون على منافسة بقية الأمم والشعوب".

من جهته قال حاكم الشارقة الدكتور سلطان بن محمد القاسمي "إننا لنفخر بوصول مسبار الأمل لكوكب المريخ، كونه سيشكل منعطفا تاريخيا هاما في مسيرة العلوم والمعارف العالمية ويقدم خدمات جليلة للبشرية والعلماء والباحثين وطلبة العلم من مختلف أقطار العالم".

وكانت منظمة البحوث الفضائية الهندية التي أرسلت اول مهمة للمريخ ناجحة من المحاولة الاولى، توقعت وصول تحقيق المهمة الإماراتية أهدافها، بعيد اقتراب مسبار الامل من مدار الكوكب.

وتحتفل دولة الإمارات هذا العام بمرور 50 عاما على استقلالها عن بريطانيا وتأسيسها.

ومن المقرر أيضا أن يصل في فبراير/شباط مسباران آخران، أطلقتهما الصين وإدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) إلى المريخ بعد انطلاق مسبار الأمل في يوليو/تموز.

وأطلق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، الذي يتكلف نحو 200 مليون دولار، مسبار الأمل من مركز فضائي ياباني. ويستهدف تقديم صورة كاملة عن الغلاف الجوي للمريخ لأول مرة ودراسة التغيرات اليومية والموسمية.

وأعلنت الإمارات خططها للمهمة لأول مرة في 2014 وأطلقت البرنامج الوطني للفضاء في 2017 من أجل تطوير الخبرات المحلية. وينقص الإمارات، التي يقدر عدد سكانها بنحو 9.4 مليون نسمة معظمهم من العمال الأجانب، القاعدة العلمية والصناعية المتاحة للدول الكبيرة التي ترتاد الفضاء.

وأصبح هزاع المنصوري أول إماراتي يصل إلى الفضاء في 2019 عندما سافر إلى محطة الفضاء الدولية.

ومن أجل تطوير وبناء مسبار الأمل تعاون الإماراتيون ومركز محمد بن راشد للفضاء في دبي مع مؤسسات تعليمية أمريكية.