خطوة إجبارية للوراء..

أردوغان يتراجع بعد تصريحات السيسي حول ليبيا

الرئيس المصري "السيسي"

موسكو

لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في ليبيا، مازال الرئيس التركي رجب أردوغان يدعم ما تسمى حكومة الوفاق الإخوانية في طرابلس، عسكريًّا، سواءً بإرسال مستشارين عسكريين أو جنود أو أسلحة، أو حتى مرتزقة من سوريا، ولا يكف أردوغان عن إرسال عناصره المسلحة والميليشيات التابعة له في سوريا إلي ليبيا، خاصةً بعد توقيع هؤلاء المرتزقة على عقود مباشرة مع «الوفاق» لمدة 6 أشهر للقتال إلى جانبها، مقابل ألفي دولار شهريًّا، ووعود من الجانب التركي بمنحهم الجنسية التركية.


خطوة إجبارية للوراء..
وحسب المعطيات على أرض الواقع يخشى أردوغان الدفع بجنود أو قيادات من الجيش التركي، ويكتفي بإلقاء مرتزقته من فصائل سوريا الإرهابية إلى جحيم المستنقع الليبي، فهم كما وصفهم؛ وقود بلا ثمن لمعركة مهمة، متجنبًا بوقوده الرخيص الصدام العسكري المباشر مع أي من الجيشين المصري أو الليبي.

تراجع تركي

جاء التراجع التركي بعد تصريحات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي السبت 20 يونيو 2020، حيث قال خلال تفقده قوات المنطقة الغربية العسكرية، القريبة في الحدود مع ليبيا، إن «أي تدخل مباشر من الدولة المصرية باتت تتوافر له الشرعية الدولية». وأضاف: «سواء في ميثاق الأمم المتحدة: حق الدفاع عن النفس أو بناء على السلطة الوحيدة المنتخبة من الشعب الليبي: مجلس النواب».


خط سرت الجفرة

وأكد السيسي، أن خط مدينة سرت الليبية وقاعدة الجفرة الجوية الخاضعتين للجيش الوطني الليبي هو خط أحمر - لميليشيات الوفاق والمرتزقة المدعومين من تركيا، داعيًا إلى وقف إطلاق النار عند هذا الخط، والدخول في مفاوضات بين طرفي الأزمة.

وعكفت السياسة الخارجية في عهد أردوغان على مد النفوذ التركي إلى بلدان شرق البحر المتوسط عبر جماعات الإسلام السياسي حيث تمثل الخلفية الإيديولوجية مساحة مشتركة تسهل لـ«أنقرة» تنفيذ سياساتها والحصول على مكاسب إستراتيجية.

لكن مع انهيار تنظيم الإخوان في مصر وانحسار تأثيره في سوريا وقطع أذرعه في السودان، يتشبث أردوغان بليبيا بعد استعادة الجيش الوطني الليبي السيطرة على معظم أراضي البلاد، فيما لم يتبق سوى العاصمة طرابلس.

وصادق البرلمان التركي، في ديسمبر 2019، على مشروع قرار، يسمح بإرسال قوات عسكرية لمدة عام؛ لمساندة حكومة الوفاق، في مواجهة الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، ولكن تلك القوات العسكرية، مهمتها الأساسية، القيام  بتدريب المرتزقة السوريين في ليبيا ويتم ذلك عن طريق عبر مستشاريين عسكريين.

وفي تصريح لـ«المرجع» قال اللواء سمير، راغب الخبير العسكري ورئيس المؤسسة العربية للتنمية والدراسات الإستراتيجية، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أجبن من أن يقوم بالمواجهة العسكرية المباشرة في ليبيا، سواء مع الجيش الوطني الليبي أو الجيش المصري، ولكنه يفعل في ليبيا ما يفعله في سوريا والعراق، وهو توفير غطاء جوي وأسلحة للميليشيات والمرتزقة التي يدربهم مستشاروه العسكريون في معسكرات توفرها أنقرة للعناصر الإرهابية.

وأكد راغب، أن قوة الجيش المصري، كبيرة للغاية، وهي  قوة حماية وردع وليست قوة عدائية، مضيفًا أن هناك جيوشًا في المنطقة تعتمد بشكل كبير على فكرة الاعتداء على مقدرات الغير، مثل تركيا .

وأشار الخبير العسكري،  إلي أهمية مدينتي سرت والجفرة في المعركة الليبية، وكذلك أهميتهما بالنسبة للأمن المصري، موضحًا أن تركيا تعمل على تعزيز وجودها في جنوب المتوسط، عن طريق إقامة قاعدة عسكرية لها في تلك المنطقة، وهو الهدف المنشود لها في ليبيا، علاوة على سرقة النفط والغاز الليبيين.